ماذا يفعل الإنسان إذا وجد أن توبته لاتُقْبَل ؟ ، و أنه كلما حاول الاقتراب من الله ، وجد ما يبعده عنه و أنه يزداد إثماً ؟

من قال لك أن توبتك لا تقبل : لا يجوز أن يدعي أحد في العالم قبول توبته أو عدمها إلا بالوحي عن طريق الرسل والأنبياء وخاتمهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
قال تعالى :"   قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) " سورة الزمر

بل على العكس من ذلك إن محاولات الإنسان للرجوع والتوبة دليل على صدقه
والشيطان يقعد على الصراط المستقيم للإنسان
قال تعالى على لسان إبليس :"  لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) " سورة الأعراف
فلا تجده مع الفاسقين والفجار بل جهده مع الذين يحاولون التوبة وييئسهم منها 

فاستعذ بالله منه واستعن بالله على نفسك 
وابق مصرا على التوبة والاستغفار حتى ييأس الشيطان منك 
والله الموفق والهادي

في الحقيقة ان التوبة تقبل دوما، وبكل الاوقات ما دمت قد حققت شروطها، فلربما ان هذا الشخص لا يتقن التوبة فيجد نفسه ابتعد عن الله اكثر وظن انها لا تقبل، بل هو الذي لا يقيم للتوبة تعظيما في نفسه ، ولا يتوب وفق شروطها الستة كي تنجح في عودتك لله.

بداية التوبة واجبة قال تعالى:" وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون".

والله يقبل التوبة دوما:" وهو يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات".

ولكن أنت تغدق في المعاصي على نفسك وتبقى في الذنوب لانك لا تلتفت لما يجب أن تفعله بأن تصبح تائبا حقا وتخرج من بيئة المعاصي تلك للأبد.

والذي يجب أن تفعله حيال ذلك هو ما يلي:-

١- الاخلاص، عليك أن تعظم معنى التوبة وتخلص فيها لله فهذا مدعاة لان تقف عند توبتك ولا تتراجع عنها.

٢- التوقف فورا عن فعل المعصية، فلا توبة وانت  مستمر بالمعاصي.

٣- الندم على ما كنت افعل من معاصي، فمن لم يندم انه اغضب الله لن يترك الذنوب.

٤- العزم على عدم العودة للمعصية والذنب عزما صادقا لا رجعة فيه.

٥- اعادة الحق لأصحابه ان كان ذنبي فيه أكل حق لآدمي سواء أكان ماديا أم معنويا.

٦- أن أسارع بالتوبة قبل خروج الروح أو قبل ان تطلع الشمس من مغربها.

فإن أديت ذلك وطبقته عمليا فلن تعود للمعاصي وستشعر أنك فارقتها تملما،  وسيوفقك الله سبحلنه وتعالى لهذه التوبة ولصالح الاعمال.

برأي هنالك سببين لوجود شيء يبعدك عن الله بعد توبتك :
1. لم تكن مخلص في توبتك ومن داخلك بالأعماق لا تريد ترك الذنب الذي كنت عليه سابقا فأي أمر يحدث معك خلال يومك تأخذه سبباً لتعود للذنب و تقنع نفسك أن الله لم يقبل توبتك وبكل الأحوال انت مذنب فلما لا أرجع للذنب مرة اخرى.
2.أو أنك فعلاً أخلصت بتوبتك وعزمت أن لا تعود للذنب مرة أخرة و نيتك صادقة و خالصة لله تعالى فهنا تقع فريسة الشيطان فهو أكره ما عليه أن يتقرب العبد لله بالتوبة والطاعات، فيبدأ بالوسوسة لك بإقناعك أن الله لم يقبل توبتك وانك عاصي لا تستحق قبول المغفرة فتيأس من رحمة الله فترجع للإثم مرة أخرى و بهذا يكون الشيطان انتصر عليك.
لذلك نصيحتي لك : حاول تجنب كل ما يذكرك بذنبك السابق ،وجد له بديل يملئ به وقتك كأن تحدد عمل معين مثل :قراءة صفحة من القران /استغفار عدد معين /او حتى لو الجلوس مع صديق/ أو ممارسة الرياضة لكي لا تفكربالذنب مرة أخرى ،
واعلم ان الله رحمته واسعة ،وعليك بالدعاء (اللهم انك عفوا كريم تحب العفو فاعفو عني ) فالله وحده هو الذي سيقويك على الثبات و سيرزقك النفس السعيدة و المطمئنة .

دائما ندعوا الله أن يتوب علينا لانه عز وجل قال في كتابه الكريم "ثم تاب عليهم ليتوبوا إنه هو التواب الرحيم" فنسأل من الله جل وعلا أن يتوب علينا