يغطي جسم النمر الفرو ويتباين لون الفرو بين فصيلة النمور المختلفة، فمنها ما يكون فيها الفراء مخطط، لونها فاتح مائل للون الذهبي، مع خطوط داكنة بنية أو سوداء، أو مثل نمر الثلج ذي الخطوط السوداء مع فرو أبيض.
ومنها ما تكون ذات بقع برقط وردية الشكل تفتقد النقطة المركزية في وسطها بدلاً من الخطوط، وهي الأنواع التي تظهر عند اليغور، والبعض منها يولد وهو يحمل مورثة تسبب له لونًا داكنًا، وهذه النمور إما تكون سوداء كليًّا أو قاتمة جدًا، إلا أنه يبقى بالإمكان رؤية بقعها أو خطوطها عندما تقف في ضوء الشمس.
ومما هو مثير للدهشة، أن هذه الخطوط والبقع لا توجد فقط على الفرو المغطى لجسم النمور بل توجد تلك الخطوط على جلودها أيضًا، وجاء تفسير ذلك إلى أنه عائد إلى كون بصيلات الشعر ملونة، وهو ما يعتبر جزءا لا يتجزأ من الجلد نفسه.
وشكل الخطوط أو البقع لا يكون واحداً عند كل النمور، فهي تختلف عن بعضها البعض، حيث يتميز كل نمر بخطوط فريدة وغير متكررة، مثلها مثل بصمة الأصابع عند الإنسان، لكنها تبدو متشابهة وصعب قليلاً التمييز بين بعض أفرادها، بالتالي فقد لا تستطيع النمور تمييز بعضها البعض فقط اعتماداً على شكل الخطوط، وإنما أيضاً تميز بعضها من الرائحة.
ماذا يستفيد النمر من فرو جسمه؟
كأي كائن أو مخلوق خلقه الله، أودع فيه صفات ومميزات ومعالم وملامح تجعله يتكيف مع بيئته وتساعده على النجاة. وكذلك النمر فيساعده فراءه على التكيف مع بيئته.
أهم ما تستفيده النمور من جلودها وشكلها المخطط والمبرقط أنها تساعدها على التمويه، فتتمكن من إخفاء نفسها في أماكنها المفضلة، مثل الأراضي العشبية والغابات، حيث تخلق الظلال والفروع تأثيرًا يتناسب مع الخطوط. وكون العديد من الحيوانات تفتقر لإدراك الألوان، فينحني النمر بين الأعشاب الطويلة، وهذا يمكّن النمور بشكل فعّال من البقاء مموهة أثناء مطاردة فرائسها.
والشيء الهام الذي تعلمناه منذ صغرنا، أن ما يغطي جسم الحيوان هو بمثابة غطاء له يحميه من برد الشتاء وحر الصيف، فإن فرو النمر يحميها ويدفئها شتاءً، فهي تعيش في مجموعة من البيئات، منها المناطق الاستوائية في جنوب آسيا، والمناطق تحت التجمد في سيبيريا، حيث يمكن أن تنخفض درجات الحرارة إلى 40 درجة تحت الصفر فهرنهايت.
وتعتمد كثافة الفراء على المنطقة والمناخ الذي يعيش فيه الحيوان. ففي المناخات الأكثر برودة ورطوبة، تكون الطبقة أطول وأكثر سمكًا.
يقتل صيادو النمور لأسباب مختلفة، ففي الثقافة الصينية، يُعتقد أن شعيرات النمر تحسن آلام الأسنان، وعظم النمر وهو الجزء الأكثر قيمة من النمر يستخدم لعلاج آلام المفاصل، والتيبس، وآلام الظهر، والروماتيزم، والتشنجات العضلية. ولكن علينا أن نعي أن وجود النمور في العالم ثمين للغاية بالنسبة لنا نحن البشر وهذا لا يقتصر فقط على جمالها ولكن أيضًا لمساهمتها في القيمة البيئية للكوكب، فلابد من الوعي بأهمية حمايتها من الانقراض.