اجتباء الله للعبد هو اصطفاؤه له واختياره له ليكون من أحبابه وأصفائيه وعباده المقربين الذين يحبهم ويحبونه، فيصبح هذا العبد ولياً لله يأنس بالله ويجتهد فيما يرضيه ويعمل فيما يحب الرب، وهذا العبد كما يصطفيه الله في الدنيا لعبادته وطاعته فإنه يجتبيه في الآخرة ليكون من أهل جنته وجيرانه فيها.
واصطفاء الله لعباده له نوعان:
1. اصطفاء للنبوة والرسالة: وهو اصطفاء الله لمن يشاء من عبده ليكرمه بالرسالة والنبوة والوحي فتيلقى من الله الرسالة بواسطة الملك جبريل عليه السلام، ويكون عليه مهمة تبليغ هذه الرسالة، وهذا الاصطفاء بآدم عليه السلام وانتهى بمحمد صلى الله عليه وسلم، فبعد نبينا انقطع هذا الاصطقاء وأغلق بابه.
قال تعالى (إن الله اصطفى آدم ونوحاً...)
وقال تعالى عن سيدنا إبراهيم عليه السلام (ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين).
2. اصطفاء العبادة والولاية والقرب: وهو اصطفاء الله لمن يشاء من عباده ليكون من أهل عبادته وقربه ومحبته وطاعته وموالاته والبراءة من أعدائه، وهذا الاصطفاء متسمر لا ينقطع، بل ما زال الله يكرم من يشاء من عباده بهذه المنحة والعطية، وهذا الاصطفاء له أشكال:
- فمنهم من يصطفيهم للانشغال بتعلم القرآن وتعليمه كما قال تعالى (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا).
ومنهم من يصطفيه لقيام الليل.
- ومنهم من يصطفيه للصيام.
- ومنهم من يصطفيه للجهاد.. وهكذا.
أما أسباب هذا الاصطفاء فمنه:
1. اختيار الله واختياره المحض بمحض حكمته وحسب علمه السابق كما قال تعالى (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون).
2. مجاهدة العبد لنفسه وأهوائه ومراقبة قلبه ليقرب نفسه من ربه فلا يكون شغله وهمه في الدنيا حتى يصل إلى مرتبة يستحق فيها هذا الاجتباء والاصطفاء.
3. الصبر والمصابرة على الطاعات وإلزام النفس لها.
4. التوبة من المعاصي والاستغفار منها والاجتهاد في منع النفس منها.
5. الدعاء والإلحاح على الله أن يصطفيه لمحبته وولايته.
والله أعلم
22 مشاهدة
