يندرج اليعسوب تحت قائمة الحشرات المفترسة الهامّة كما أنّها تلقّب بمفترسة الذباب والبعوض، تختلف تغذيتها منذ بداية مراحل حياتها الأولى أي في مرحلة الحوريّات إلى أن تصل إلى طور حشرة يعسوب بالغة. وعندما تفقس حوريّات اليعسوب وتخرج من بيوضها، تتغذّى على الفرائس الحيّة والأسماك الصغيرة والنباتات المائيّة من خلال توجيه فكّها للأمام بغية الإمساك بفريستها ثمّ سحبها للخلف بعد أن تتقرّب منها إلى مسافة كافية.
يصبح أسلوب تغذيتها أسهل عند وصولها مرحلة البلوغ، فتتغذّى اليعاسيب على البعوص والنحل والنمل والحشرات الصغيرة والدبابير والعثّ وتتغذّى في بعض الأحيان على الفراشات والخنافس وبعض الحشرات الطائرة الأخرى. ومن الجدير بالذكر أنّ هناك علاقة طرديّة بين حجم اليعسوب وحجم الفريسة الّتي يرغب بتناولها، تمتلك اليعاسيب القدرة على افتراس ما يقارب 60% من وزن جسمه. تضع اليعاسيب بيوضها في الماء أو في التربة المحاذية لضفاف المستنقعات والجداول والبرك والأنهار كما تفعل البرمائيّات في دورة حياتها.
دور اليعسوب في التوازن البيئيّ نذكر منها:
- دور فعّال في المكافحة البيولوجيّة، حيث أنّها تساعد في التخلّص من بعض الحشرات الضارّة كالبعوض الّتي تلحق الضرر والأذى بالإنسان من خلال تقليل أعدادها في البيئة والحشرات الّتي تسبّب الإزعاج والضيق كالذباب.
- تساعد في التقليل من أعداد الحشرات الّتي تلعب دوراً هامّاً في تشكيل الآفات الزراعيّة الّتي تضرّ بالنباتات والمحاصيل الزراعيّة وذلك من خلال التغذّي عليها فهي تتغذى على البعوض والحشرات الصغيرة مثل الذبابة والنحل والنمل والدبور وغيرها.
يعتبر اليعسوب نموذج محاكاة حيّ لتصاميم المروحيّات، حيث أخذت منه فكرة تصميم المروحيّات وممّا ساعد في ذلك سرعتها الفائقة في الطيران وامتلاكها القدرة العالية على المناورة بالإضافة إلى تصميم أجنحتها، لذلك يطلق عليها أحياناً "حشرة المروحية".
حقائق متنوّعة عن اليعاسيب:
- يرجع تاريخ وجودها على هذه البسيطة إلى العصور القديمة ويقال أنّها موجودة قبل عصر الديناصورات.
- يحتاج اليعسوب من ثانية إلى ثانيتين للإمساك بالفريسة يتخلّل ذلك الطيران إلى الفريسة والإمساك بها ثمّ العودة إلى مكانها.
- تلجأ اليعاسيب إلى الهجرة من مكان إلى آخر فرادى أو على شكل جماعات عند نقص الغذاء أو تغيّر ظروف الطقس إلى طقس لا تستطيع التكيّف معه.
- تتكاثر اليعاسيب بواسطة البيوض.
- تمتلك اليعاسيب قدرة على تمييز الألوان بقدرة تفوق قدرة البشر ويساعدها في ذلك عينيها إذ تحتوي كلّ عين إلى ما يقارب 30.000 عدسة كما أنّها تستطيع الرؤية بزاوية 360 درجة.
- تقوم اليعاسيب بتدفئة نفسها من خلال تحريك أجنحتها حركة تذبذبيّة، وتعمل أجنحتها الشفّافة القويّة كنظام عاكسات يجمع قدر كبير من أشعّة الشمس.
- لا تتسبّب اليعاسيب بالضرر البالغ للإنسان عند لدغه فهي لا تلجأ إلى اللدغ إلى عند محاولتها الهرب أو الدفاع عن نفسها.
- يتمّ العثور على اليعاسيب بالقرب من المسطّحات والمستنقعات ووالجداولالمائيّة وذلك لأنّها تضع بيوضها هناك لتنمو داخلها وتعيش الحوريّات هناك لمدّة قد تصل إلى عامين وأحياناً تصل إلى ست سنوات إن كانت في المياه العذبة.
- ينتمي اليعسوب إلى اللافقاريّات حيث أنّه لا يمتلك عموداً فقريّاً، وتتبّع لرتبة اليعسوبيّات.
- يتكوّن جسم اليعسوب من ثلاثة أجزاء: الرأس والصدر والبطن، وتمتلك أزواج من الأجنحة وثلاثة أزواج من الأرجل وبالرغم من امتلاكها ست أرجل لكنّها لا تستخدمها جميعها في المشي.
- فقاعات الماء التي تتكاثف على جسم اليعاسيب في ساعات الصباح الباكر أثناء وجودها بجانب المسطحات المائية تزيد جمالها وتركز على تفاصيل سحرها وتباين الألوان الزاهية لأجسامها كاللون الأحمر والبرتقالي والأخضر والأزرق لهذه الحشرات الطائرة إضافة إلى أجنحتها الشفافة المتلألئة.