ماذا لو الدولة رغبت الشباب وسمحت لهم بالزواج من يتعدى سن ١٦ ودعمهم ثقافيا ومعنويا وماديا ، فهل يتأثر المجتمع ايجابيا ام سلبيا؟

هذا الأمر سيكون له إيجابيات وبعض السلبيات لكن يجب على المجتمع أن يكون واعيا للأفراد بحيث يتم وتوعيتهم ثقافيا ودينيا واجتماعيا ليكونوا على دراية بكل ما يتعلق بالزواج وتبعاته وهذا سيزيد من تحمل المسؤولية والانتماء للمجتمع ومن بعض الآثار السلبية التي يمكن أن تظهر المخاطر الصحية على الزوجة الحامل والجنين في السن الصغيرة وإن كان الأمر ليس شرطا فالأجداد قديما كانوا يتزوجون في أعمار صغيرة وينجبون الكثير من الأبناء . 

إن دعمت الدولة كل من وصل سنا قانونيا يسمح له بالزواج، ورغب الشاب والفتاة بالزواج ، ثم ترفدهم بالفكر الثقافي المميز ، وتوفير كل دعم مالي ومعنوي ممكن فان هذا مدعاة لنشر روح الانتماء لدى الشباب بلدهم، وحبه والتفرغ للعطاء والبذل للخير.

ولكن تحتاج المنطقة العربية من يقوم بقيادتها نحو تحقيق هذا الجو المثالي الراقي ليصل المجتمع الى هذه المرحلة من الرخاء.

فها هي الأمة منذ عهد عمر الفاروق ثم الى عهد بن عبد العزيز حتى عهد الخلفاء كانوا ينشرون ويبذلون كل ما يحقق الرخاء للمجتمع المسلم، وتزوج الدولة العزاب، وتمنحهم المنازل وتقدم كل شيء لهم.

أنا من وجهة نظري أن بعد اصدار هذا القرار سيكون كل شيء سلبي لأن النتائج المترتبة على الزواج المبكر كلها سيئة لأن بهذا العمر الذي ذكرته يكون الزوحين في جهل وقلة خبرة في الحياة وعدم مقدرتهم على تحمل المسؤولية لا من ناحية التربية ولا الانجاب لذلك أنا ضد هذا القرار 
وسنرى حالات طلاق كثيرة بعد هذا القرار وكثرة المشاكل الاجتماعية بين العائلات وظلم الطرفين وحرمانهم من اشياء كثيرة فشلت بسبب الزواج

إن في تأخير سن الزواج سواء كانت قوانين وضعية أو عادات مجتمعية  خطورة يعلمها العاملون المهتمون بشؤون الإحصاء والنمو السكاني والإقتصادي. 
واليوم تسمى أوروبا بالقارة العجوز لقلة اليد العاملة وتراجع نسبة الشباب فيها مما انعكس عليها سلبا وتراجعا يشهد عليه التضخم الإقتصادي واعتمادهم على استيراد اليد العاملة وفتح باب الهجرة لسد العجز 
وهذا كله لأنهم ابتعدوا عن شرع الله تعالى. وقد قلدتهم أمم كثيرة 
واليوم تحصد خيباتها 
فعندما تجد في بلد لا يتجاوز بضعة ملايين سكانه مليون وسبعمائة ألف عانس عن الزواج تعلم من أين بدأ الخلل .
الحكم الشرعي أن سن الزواج يبدأ من البلوغ  وشروطه الإسلام والبلوغ والعقل والمقدرة والكفؤ .
ولم تحدد الشريعة الإسلامية سنا له 
وإن من واجب المجتمع ككل المساهمة في تيسير أمور الزواج وعدم ربطها بالعادات البالية التي صدت الكثيرين عن الزواج . 
وإن الإبنة التي تتأخر عن الزواج حتى تحصل على شهاداتها العالية واستقلالها المادي 
تكون قد جاوزت الثلاثين بقليل. فمتى ستعيش أمومتها  بعد أن تغيرت بها كثير من الوظائف الحيوية عندها، وهذا الشاب الذي يسعى لشراء بيت مستقل وعمل مستقل بعد أن ينهي تحصيله العلمي يكون قد غادر مرحلة الشباب  وقارب الأربعين فمتى سيؤسس أسرة ؟
وهل سيكون له من القوة أن يهتم بأطفاله ويلعب معهم  ؟

سيكون كافة الآثار من وجهة نظري سلبية وليس إيجابية وخاصة على الصعيد الصحي والاجتماعي والتعليمي فهذه الفكرة ستطبق الزواج المبكر الذي يعد هو من أهم الأسباب في التشوهات للأجنة وللمشكلات الصحية للمرأة وكذلك لمشكلة الطلاق وحالات التفكك بسبب جهل الأشخاص في هذا العمر في فنيات التعامل مع الزوجة والأبناء وصعوبة القدرة على إدارة البيت والعائلة وإدارة متطلبات الحياة.