سأبحث في ذاتي وأتعامل معها في كثير من الأحيان نكون غير قادرين على تقبل الآخر وما يصدر عنه من رأي وتوجه بما يخص ما لدينا من صفات أو عيوب، والكره صفة لا يمكن أن تكون بلا أسباب وجيهة إلا في حال من يتعامل معي لديه خلل معين أو أنه من الأشخاص الذين يأخذون انطباع أولي ويصدرون الأحكام عليه، وهذا الأمر لا يصدر عن الجميع مرة واحدة، وفي حال صدر عن الجميع فهنالك خلل ما لا بد من إيجاده، ومن ثم أتعامل من نفسي وذاتي.
من الأمور التي يمكن أن أعمل عليها:
- تحديد الاحتياجات؛ في بعض الأحيان قد أرى بأن الآخرين يكرهونني وذلك نتيجة شعور داخلي ونتيجة ما لدي من أفكار سلبية اتجاه المحيط والعلاقات، وقد يكون السبب في هذا الشعور أنني أقضي وقت فراغ كبير وحدي، وجميع من حولي منغمسون في أشغالهم وأعمالهم، وعليه يمكن البدء في العمل على تحديد أهداف صغير وبدء العمل عليها خلال الروتين اليومي، بحيث يصبح انشغالي باهتمام الناس لي أقل وأقدم أنا الاهتمام لنفسي عن طريق تحقيق الأهداف وتلبية بعض الحاجات وخاصة النفسية كأن أقضي بعض فترات في الطبيعة أو الأسواق أو في الأماكن الأثرية للشعور بالسعادة،
- التعامل مع العقل: في بعض الأحيان قد نلجأ للتفكير بشكل يجعلنا أكثر عزلة عن الآخرين ونتصرف بناء على ذلك، ففي بعض الأحيان نتوقف عن التواصل مع الآخرين لنرى هل يتم الاهتمام بنا أو لا وفي حال عدم إيجاد التوقع الذي بنيناه نبدأ في وضع أفكار بأننا منبوذين ومكروهين من قبل الآخرين، وهنا لا بد من التوقف عن مثل هذا التفكير ووضع المبررات لعدم التواصل من قبل الآخرين معنا فأشغال وطبيعة الحياة الحالية تجعل منا أشخاص منغمسين في ظروف حياة صعبة وتجعل التواصل أقل.
- التعامل مع شخصنة الأمور؛ قد يكون السبب في كره الجميع لنا أننا نسقط أسباب السلوكيات السلبية من انسحاب وعدم تعامل الآخرين معنا على ذاتنا وشخصيتنا، فالشخص الذي لم يتحدث معي في تجمع الأصدقاء فعل هذا قصدًا لأنه يكرهني، أو أن الصديقة التي تركتني في الخارج وذهبت لقضاء حاجة معينة فعلت هذا لأنها تكرهني، مثل هذا الأمر ومع مرور الوقت سيخلق تصور صادق في أنفسنا بأننا مكروهين، فيجب أن نبتعد عن شخصنه الأمور والنظر بطريقة أكثر واقعية للواقع.
- التعامل مع الفكر المتطرف؛ قد نرغب في بعض الأحيان أن نحصل على اهتمام كامل أو انتبه كامل أو قضاء وقت كامل، وفي حال عدم توفر هذه الشروط سنرى بأنهم يكرهوننا بلا سبب وفي حال توفرها فهم يحبوننا بلا سبب, تحديد العلاقات أما بالكره أو بالحب أمر ليس بجيد ولا بد من التخلص من هذا التطرف في التفكير فلا يمكن أن تكون الحياة بيضاء أو سوداء لابد من إيجاد التوازن في النظرة والتوجه للحياة والأشخاص حتى نستطيع الوصول للتوازن النفسي.
- التعامل مع المواقف؛ في حال ظهرت سلوكيات تدل على الكراهية أو تشعرنا بالكراهية يجب وضع الموقف ضمن حدوده الحقيقة والنظر إلى بعض التفسيرات التي تبرر السلوك، ومن ثم العمل على إيجاد دليل يؤكد ما وضعناه من تفسيرات هذا التحدي للنفس يساعدنا على التخلص من التوجه السلبي لدينا والذي يجعلنا نرى بأن الجميع يكرهوننا.
ومن جهة أخرى لا بد من التعامل مع المشاعر فالمشاعر السلبية التي قد تتكون لدينا نتيجة الشعور بكره الآخرين لنا تمنعنا وتوقف التفكير المنطقي لدينا، وذلك نتيجة الشعور بالتوتر والقلق والضغط, اعلم بأن الكرة ليس بالأمر السهل ولا يمكن أن يكون الكره وليد اللحظة فالكرة يجب أن يسبقه عدة عوامل مثل طبيعة العلاقة وطبيعة السلوكيات التي أصدرت الكره، وجود خيبات أمل وجود تصرفات ظالمة، التسبب بإلحاق أضرار نفسية وجسدية بالآخرين، انظر لنفسك ولافعالك هل يصدر عنك أو صدر عنك مثل هذه العوامل في علاقاتك؟ في حال أنها لا تصدر ولم تصدر, توقف عن الشعور بطريقة سلبية وامنح نفسك الحب والتسامح، وحاول أن تبتعد عن جلد الذات.
عليك تخلص من الصفات السلبية أثناء التعامل مع الآخرين؛ قد تكون الانفعالية والعدوانية سبب في تجنب الآخرين التعامل معك مما يجعلك تشعر بأنك مكروه دون سبب، الصفات السلبية تجعل الطرف الآخر يشعر بالتوتر والقلق وعدم الراحة في التعامل وهذا الأمر في العلاقات صعب ومرهق ويصبح الانساحب مقابلة أسهل، مما قد يطور لديك توجه فكري معين يقول بأن الآخرين يكرهونك بلا سبب.
كما يمكن إعادة العمل على بناء العلاقات والتفاعلات، وهذا الأمر يساعد وبشكل كبير على رؤية أنه هنالك من يحبني في المحيط، ويساعد على التغيير التوجهات الفكرية المختلفة المتعلقة بمفهوم الكرة لدي، يمكن القول بأنك هنا تعمل على تغيير وجهات نظر الآخرين عنك وفي نفس الوقت تقوم بتغيير وجهات نظرك الذاتية عن نفسك، مما يكسبك الشعور بالثقة وتقدير الذات.
أرى أنه لا يمكننا العيش في محيط كاره لنا بالمجمل فهذا الأمر مدعاة لوجد الاضطرابات النفسية والجسدية، ولا يمكن تحمله بأي طريقة من الطرق فنحن كبشر اجتماعيين بطبعنا ولا بد دائمًا من تقديم الاهتمام والعناية بأنفسنا عن طريق تقديم التغذية الراجعة باستمرار والتي تمكننا من تحديد نقاط ضعفنا وقوتنا وما لدينا من سلبيات وإيجابيات والعمل على الجوانب الغير مرغوبه وتصحيحها وتطوير الجوانب الإيجابية وفرضها على العلاقات بحيث نحصل على أكبر قدر من العلاقات الصحية القائمة على الحب والثقة.