جميعنا نرغب في الكثير من الأمور، تلك الأمور التي لا يتوقف الناس عن سؤالنا إذ كنا نملك إرادة كافية لفعلها. وربما نستطيع أن نفهم ما هي الإرادة التي يقصدونها، لكن هل نعلم حرفيًا ما هي تلك الإرادة؟ خاصة أننا لا يمكن أن نقوم بأي خطوة مهمة كانت كبيرة ومهمة بلا إرادة نابعة من داخلنا. سأخبرك ما هي الإرادة تلك، وسأحدثك عن بعض النصائح التي ستساعدك على تعزيز الإرادة في داخلك.
إن الإرادة ليست شيئًا ملموسًا يمكنك حمله معك أينما ذهبت، إلا أنه أشبه بشعورٍ ما في داخلك يخلق تصميم ورغبة شديدة في فعل أمرٍ ما. ولا يتم هذا الأمر بالإرادة وحدها بالطبع، إنما يحتاج تخطيطًا مسبقًا لفعل الأمر، ووسائل وأدوات تساعد في الوصول إلى تحقيقه، ثم تأتي الإرادة تكمل ما سبق وتثبتك على الطريق نحو الهدف.
ربما لم تكن تعلم أن للإرادة مكانًا خاصًا في أدمغتنا، حيث حدد العلماء أنها موجودة في منطقة تسمى "قشرة الفص الجبهي / The Prefrontal Cortex"؛ ومن هنا تأخذ أي قرار إرادي خاص بك. وفي حال أصاب هذه المنطقة أي ضرر، تصبح غير قادر على السيطرة على سلوكاتك الصادرة عنك.
لذا من ما سبق يمكنك أن تعرف أن حصولك على قوة الإرادة التي تحتاجها عليك أن تحافظ على هذه المنطقة من الدماغ، وبهذا تضمن أن تبقى قشرة الفص الجبهي سليمة وبحالتها الطبيعية.
من أهم الأمور التي سأنصحك بها هي التزامك بمواعيدك الاعتيادية، فمثلًا قم بتناول وجبات طعامك في مواعيدها المحددة. إن العيش بفوضى يؤثر بشكل مباشر على خلق التوتر النفسي، وبالتالي ستتأثر حياتك إلى درجة عدم قدرتك على الشعور بالإرادة الكافية لفعل الأشياء وضياعها من بين يديك.
من الأمور التي تؤثر على منطقة الفص الجبهي هي الصحة الجسمية إلى جانب النفسية. لذا ينصح العلماء دائمًا بأن تخصص فترة قصيرة للتأمل يوميًا، ويمكنك أن تجعلها سبعة دقائق يومية. في هذا التأمل أنت تغمض عينيك فقط وتركز على تنفسك، وتطرد جميع الأفكار عدا ذلك. بهذا أنت تجدد نفسيتك في كل جلسة تأمل، وتحسّن من صحتك عن طريق هذا التنفس المنظم.
هل أعجبتك فكرة التأمل تلك وجعلتك تشعر بالراحة؟ لذا عليك أن تجرب أخذ قيلولة قصيرة يوميًا أيضًا. وبالقيلولة فأنا أحدثك عن فترة قصيرة لا تتجاوز العشرين دقيقة تريح بها جسدك وتغمض عينيك وتسترخي. بهذا أنت تعطي فرصة لدماغك أن يقوم بوظائفه جميعها على أكمل وأحسن وجه، وبسرعة كافية. وباعتيادك على هذا الأمر، ستشعر لاحقًا بالفرق كلما أردت اتخاذ قرار أو فعل أمر معين بحاجة تفكير وإرادة.
وبعد الراحة والاسترخاء، لا تنسى أن عليك أن تتحرك بشكل كافي لتحرك وتنشط دورتك الدموية باستمرار. لذا فإن ربع ساعة يوميًا من الحركة بمعدل متوسطة من شأنها أن تفي بالغرض. حيث أن الدم بهذا التنشيط يعمل على نقل الأكسجين اللازم للدماغ حتى يتمكن من أداء واجباته الاعتيادية بصورة حسنة. وإضافة لذلك، فإن هذا النوع من الحركة يعمل على إفراز هرمون "الأندروفين المسؤول عن الشعور بالسعادة والفرح، وبالتالي فأنت تبقي الفص الجبهي بحالة صحية جيدة.
وأخيرًا عليك الاستمرار بالتمرن على التنفس بطريقة صحيحة وصحية. يكفي أن تفعل ذلك يوميًا لمدة أربعة دقائق، حيث أننا عادة ما نتنفس بطريقة خاطئة طوال بقية اليوم. أما عن الطريقة الصحيحة فتكون عن طريق الشهيق أربعة مرات، والزفير ستة مرات. وبهذا فإن الدماغ وخلاياه يحصلون على ما يحتاجون من الأكسجين اللازم لوظائفهم.