الصحابي الجليل أبو دحية الكلبي هو: دِحية بن خليفة بن فَرْوة بن فَضالة بن زيد بن امرئ القيس بن الخَزْج بن عامر بن بكر بن عامر الأكبر بن عوف الكلبي:
- كان رضي الله عنه من السابقين إلى الإسلام وهو من منطقة دومة الجندل ثم عاد إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام وتوحيد الله تعالى، وهم بنو علیم بن جناب، وبنو زهیر بن جناب، وبنو عدي بن جناب، فاستجاب لدحية بنو عليم وبنو زهیر بن جناب، وكان رئيسهم: حارثة بن قطن بن زابد بن حصن بن کعب بن علیم بن جناب الكلبي، وابنه قطن بن حارثة الكلبي، فأسلما مع قومهما، ووفد حارثة بن قطن الكلبي وكذلك ابنه قطن بن حارثة إلى رسول الله بالمدينة المنورة، وهما من الصحابة، وكتب رسول الله كتاب عهد لحارثة بن قطن وطوائف کلب بدومة الجندل. وقد شهد على الكتاب دحية بن خليفة الكلبي.
- كما دحية الكلبي رضي الله عنه كان له دور كبير دور في إسلام بني الضبيب الجذاميين ما بين صلح الحديبية وغزوة خيبر في مطلع سنة 7 للهجرة.
- وكان دحية رجلاً جميلاً فكان من أجمل وأكبر الصحابة الموجودين في المدينة المنورة، وقد تزوج درة بنت أبي لهب بنت عم الرسول عليه الصلاة والسلام.
-وكان رضي الله عنه إذا دخل المدينة لم تبق فتاة إلا خرجت تنظر إليه لأنه كان أحسن الناس صورة وجمالا وجلالا، وفي ذلك قال ابن قتيبة: «كان دحية إذا قدم المدينة، لم تبق معصر إلا خرجت تنظر إليه».
- شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سوى بدر لم يشهدها، كما شهد معركة اليرموك وكان قائد مجموعة كبيرة من الجنود.
- كما أنه رسول رسول النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى قيصر، وقد نزل دمشق وسكن المِزَّة، وعاش إلى خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.
- وكان لشدة جماله رضي الله عنه شبه جبريل عليه السلام في الخلقة عندما يتمثل جبريل كهيئة البشر، فعن حديث جَابِرٍ بن عبدالله رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"عُرِضَ عَلَيَّ الْأَنْبِيَاءُ، فَإِذَا مُوسَى ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ، فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا صَاحِبُكُمْ - يَعْنِي نَفْسَهُ -، وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا دَحْيَةُ"رواه مسلم.
- وقد شارك الصحابي دحية الكلبي رضي الله عنه في غزوة الخندق، وفي ذلك تقول عائشة رضي الله عنها: «رجع النبي يوم الخندق، فبينا هو عندي إذ دق الباب، فارتاع لذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج، فخرج في إثره، فإذا رجل على دابة والنبي متكئ على مَعْرفَة الدابة يكلمه، فرجع فلما دخل قلت: من ذلك الرجل الذي كنت تکلمه؟ قال: ورأيته؟ قلت: نعم. قال: بمن تشبهينه؟ قلت: بدحية بن خليفة الكلبي. قال: ذاك جبريل، أمرني أن أمضي إلى بني قريظة».
- ومما ورد في السيرة النبوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بنفر من أصحابه بالصورين قبل أن يصل إلى بني قريظة، فقال: هل مر بكم أحد؟ قالوا: يا رسول الله، قد مر بنا دحية بن خليفة الكلبي، على بغلة بيضاء عليها رحالة، عليها قطيفة ديباج. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك جبريل، بعث إلى بني قريظة يزلزل بهم حصونهم، ويقذف الرعب في قلوبهم» ثم مر دحية بعد ذلك».
- وتوفي رضي الله عنه سنة خمسين تجري في خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ودفن في مدينة المزة وهي إحدى مناطق مدينة دمشق في سوريا. تقع في الجهة الغربية الجنوبية للمدينة على سفح جبل المزة بامتداد نحو الغرب. وقد كانت في السابق قرية من قرى غوطة دمشق الغربية.
92 مشاهدة
