ماذا أفعل مع من يتعمد إذائي؟

5 إجابات
profile/عبد-الرحيم-محمد-السفاريني
عبد الرحيم محمد السفاريني
باحث شرعي
.
١٦ أكتوبر ٢٠١٩
قبل ٥ سنوات
 الإيذاء قد يأتي من قريب أو من غيره
أما إن كان من الأقرباء :
 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي قَرَابَةً : أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي ، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ ؟!!
فَقَالَ : " لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ " رواه مسلم
فقد أوصى النبي الكريم بالحلم على الأقارب طالما تستطيع ذلك والله يعينك عليهم
وهذا الصفح والتسامح خلق نبوي شريف وهنا شرط ألا يكون على حساب حقوق شرعية وأحكام شرعية ، فلا يجوز تضييع حقوق العباد لأجلهم ، فالصفح في حقك الخاص فقط وأنت مخير في ذلك ..

وإن كان من غير الأقرباء :
فأنت مخير في تحصيل فضيلة العفو والحلم والصفح :
 قال الله تعالى " إِن تُبْدُواْ خَيْراً أَوْ تُخْفُوهْ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوء فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً " 149 سورة النساء
فمن أحب أن يعفو الله تعالى عنه فيستحب أن يعفو عن المسيئين له
وأما من أراد أن يأخذ حقه فهذا ما شرعه الله تعالى للمظلوم أن ينتصر من الظالم :
 قال الله تعالى :" وَٱلَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ ٱلْبَغْىُ هُمْ يَنتَصِرُونَ . وَجَزَاء سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ " 39و40 سورةالشورى
وقال تعالى ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً " 58 سورة الأحزاب

وقد رغب الشرع الحكيم في العفو والحلم والتصافح والتغاضي :
قال الله تعالى : "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ " 34و35 سورة فصلت
هذا نص عام في رد الإساءة بالإحسان لمن يستطيع
وينال هذا المقام أصحاب المراتب العالية ( نسأل الله تعالى أن يزرقنا إياها )
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
مَن كَظَمَ غيظًا وهو قادرٌ على أن يَنْفِذَه دعاه اللهُ عزَّ وجلَّ على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ حتى يُخَيِّرُه اللهُ مِن الحُورِ ما شاءَ  " رواه أبوداود

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة
profile/مغيداء-التميمي
م.غيداء التميمي
مهندس مدني
.
٢٦ مارس ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
هناك مع الأسف اشخاص تعودوا وتربوا من صغرهم على عدم الاحترام وقلة تقدير الآخرين وضربهم وإهانتهم والأذى على وجه العموم، أو أنهم عاشوا في بيئة معينة، رأوا فيها أن الطرف الأضعف هو من يتعرض للإيذاء وللضرب والإهانة ولا يقدره أحد، فكبر وقد ترسخت داخله فكرة أنه أقل قدرا من غيره ويشعر بالخوف وعنده إحساس بأن جميع الناس من حوله هم أفضل منه، وأصبح يبحث عن أي شيء أو أي قناع يخفي وراءه وجهه الحقيقي ليظهر أمام الناس بمظهر يوحي لهم بأنه هو من يخيفهم، ويستخدم أي سلاح ممكن ليتمكن من تخويف من هم أضعف منه، وقد يكون هذا السلاح نوعا من السلطة، أو منصبا، أو قد يستخدم الشتائم والصوت المرتفع، المهم أنه لا يتعامل إلا مع من هو أضعف منه، وحتى على مستوى الارتباط، فهو لا يرتبط إلا بشخص أقل منه قوة، وذلك حتى يمارس عليه عقده النفسية فيظهر بأنه أقوى من شريكه ويؤذيه بالشتم والكلام الجارح وكم نقولها في الكلام الشعبي "يقوم بتكسير مجاذيفه".

قد يكون موظفا يعمل لديه، أو أن يكون طفلا صغيرا من أبناء أقربائه أو جيرانه أو معارفه، أو قد يكون من أسرته كأخته أو أخوه، أو حتى شريكة حياته، يختارها بإتقان، بحيث تنطبق عليها المواصفات، فتكون فتاة مسكينة أو مكسورة أو ضعيفة الشخصية أو وحيدة ليستفرد بها ويستمر في إحباطها وإذلالها وتكسيرها، فيقلل من قيمتها ويشعرها طوال الوقت بأنها عديمة القيمة دون أن يصده أحد، فهو بقيامه بهذا الأفعال السيئة، يقوم حقيقة بتعويض النقص عنده، ويشعر بالتوازن ويشحن طاقة القوة التي يحتاجها حتى يشعر بأنه قوي ومسيطر، لأنه طوال الوقت لا يحب أن يرى شخصا يقوم بعمل ما أحسن منه، ويكره أن يرى أحدا يقوم بشيء ما بطريقة أفضل منه، فالأحسن منه والأفضل منه قد يكون أحسن خلقا وتربية وتعاملا مع الآخرين، وليس شرطا أن يكون أحسن منه من ناحية القوة أو السلطة.

يستمر هذا الشخص المؤذي بالإشارة إلى عيوب الآخر ليسهل عليه التقليل منه وإيذائه
مما يجعل لا يحس بأنه قليل القدر أو ذو عيوب، لأنه في حقيقة الأمر يعيش حالة من القلق المستمر طوال الوقت، وخائف، ولا يريد أن يظهر ضعفه من جديد، ويعوض هذا الأمر بالتقليل من الآخرين وأذيتهم، وقمة نجاحه يشعر بها عندما يراه منهارا بسببه، وأن تصدق كلامه، وأن تفقد إيمانك بالله، وبسبب ذلك تفقد ثقتك بنفسك، فتصبح فريسة سهلة، وضحية له يمارس عليها عقده النفسية، أو الشماعة التي يستخدمها لتعويض نواقصه بممارسة الإهانة والأذى.

نصيحتي لك هي أنه عليك وبالضرورة حين تتعرف على هذا الشخص، وتتأكد من إصراره على مضايقتك وعدم توقفه عن إذلالك، أن تفرض حدودك وأن تلتزم بها، فتقول "لا" وبإصرار،  "أنا لا أقبل الإهانة"، "أنا لا أسمح لشخص بالقيام بإيذائي"، ما أقصده هنا هو أن تسجل موقفا، ولا تظهر له أنك ما زلت ضعيفا، لأنه -وعلى مسؤوؤليتي- شخص جبان، ويخاف، وإنه إنما يستخدم الصوت العالي كنوع من التمثيل الكاذب، ولا يمكن أن يتصرف بنفس الطريقة مع من هو واع وقوي ويعرف حدوده، إنه لن يجرؤ على المواجهة أساسا، فهو شخص يعيش الخوف والضعف في داخله، ومن المؤكد أنه اختبرك قبل أن أهانك، وكان يتطاول عليك شيئا فشيئا، لأنه كان يراقب ما هو الحد الذي سيصله معك من الإيذاء قبل أن توقفه عند حده، فيبتعد للبحث عن فريسة أخرى ضعيفة.

إذا النصيحة وبكل بساطة هي أن لا تعطه الفرصة، لا تدخل معه في جدالات عقيمة، ولا تقبل أي استعراض منه يريد من خلاله مهاراته في الأذى والإهانة والتحقير، اختصر الكلام معه قدر المستطاع ولا تكن الفريسة السهلة، لا تقبل أن يأخذك لينزل بك ملعبه والذي يعرف كيف يلعب فيه جيدا، لأنك لن تنال من جداله إلا وجع القلب والمناهدة والأذى النفسي وضياع الوقت، والزم حدودك، وقف مكانك، وضع خطا واضحا للعلاقة بينك وبين هذا الشخص أيا من كان، وضع قواعد واضحة لأسلوب الحوار والكلام معه، وافرض قواعد الاحترام منذ البداية، أو بأبطر صورة ممكنة، ولا تقترب منه القرب الزائد عن حاجتك، ولا تتحدث معه بطريقة تسمح له وتمكنه من التقليل منك ولا بأي طريقة، خاصة لو كنت أنت الطرف الأضعف.

أنا أضمن لك أنه عندما يراك قد تغيرت معه، وأصبحت معتدا بنفسك، ومعتزا بما تملك من صفات وأخلاقيات، وتحافظ على كرامتك، وفخور بحالك، وحريص على كيانك وعلى الحفاظ على حدودك التي قمت برسمها معه ومع الآخرين، ولا تقبل الخطأ ولا الأذى ولا الإهانة ولا الكلام السيئ في حقك ولا حتى النظرة التي فيها أي نوع من التحقير تجاهك، ولست فريسة سهلة ولا يمكن جرجرتك وإقناعك بكلامه الدنيء، فإنه بعد كل ما سبق سيحترمك، وعلى الأقل ستضمن أن يبعد عنك شروره وأذاه، وسيبحث عن شخص آخر، لأنه وبكل أسف، كائن حي يتغذى ويعيش من إيذاء الآخرين، من أجل أن يشعر هو بالقوة والسطوة.

وأنا أفهم تماما أنك في بعض الأحيان لا يمكنك اعتزال بعض الأشخاص المؤذيين بالمطلق، كأفراد الأسرة أو شريك الحياة أو الزملاء في العمل، لذلك عليك أن تعتزل إكثار الحديث معهم إن أمكن فتكون المواضيع معهم محدودة، أو تعتزل المواضيع التي تسبب لك الأذى، والتي تخص حياتك وخصوصياتك وتسبب لك الضيق وتشعرك بأنك محصور وغير مرتاح.

المطلوب هو أن ترى ظروف حياتك، وتتعامل على أساسها، بدون أن تكون مجبرا طوال الوقت على الدخول مع الشخص المؤذي في نقاشات معينة تسبب لك القهر والإحباط والضيق، أي في الحدود التي تسمح بالود وصلة الرحم والتواصل، دون أن تكون مجبرا ومكرها.

العلاقات الصحية هي العلاقات ذات الحدود المرسومة، والتي فيها تكزن قادرا ومتمكنا من حماية صحتك النفسية، والتي يجب أن تكون أهم أولوياتك، إنما أن تكون رخوا وهشا لدرجة أن يتم استنزافك دون إبداء أي نوع من المقاومة، فهذا دليل تقصيرك أنت في حق نفسك.

وأريد أن أنوه إلى أمر ما،قد يكون إنهاء العلاقة مع المؤذي حلا، ولكن في بعض الأحيان، قد يكون إنهاء العلاقة مع هذا الشخص خطرا عليك وعلى حياتك، لذلك قرار إنهاء العلاقات يجب أن يتم في الوقت المحدد المناسب وبحسب الظروف، فلكل علاقة خصوصيتها، وبحسب التفاصيل، لذلك عليك أولا أن تدعم نفسك نفسيا أولا،لأنه من المؤكد أن نفسيتك تحتاج للترميم، وزيادة ثقتك بنفسك، وتهيئة الجو المناسب لإنهاء العلاقة أو الانسحاب منها، وعدم التهور والاستعجال، وفي حال الإيذاء الجسدي، محاولة اللجوء إلى الجهات المختصة لإعلامها بذلك، سواء كانت جهة أمنية أو جهة مسؤولة عن حمايتك بحسب ظرفك، مع تمنياتي بصحة نفسية جيدة للجميع. 

profile/يوسف-المومني-1
يوسف المومني
إمام مسجد ومأذون شرعي
.
٣٠ أكتوبر ٢٠١٩
قبل ٥ سنوات
إن النبي محمد عليه الصلاة والسلام علمنا كيف نتعامل مع مثل هؤلاء، حيث تعرض للإيذاء أكثر مما تعرض له أي بشر آخر عليه الصلاة والسلام.

فكان أول ما يتصرف به الصبر، وكان يقول لنا:"واعلم أن النصر مع الصبر"، ثم الإحسان لمن أساء لك مرة و مرتين وثلاثة وأكثر مع الصبر على ايذائه فإن فعلت ذلك وضعتهم في موقع الحرج، قال عليه السلام لرجل كان يحسن لقومه وهم يسيئون اليه وهو يستمر بالاحسان:" إن كنت كما تقول فكأنما تسفهم المل" أي كأنك تنثر في وجوههم الرماد الحار.

ثم ان استمروا وتمادوا ولم تستطع رد اذاهم فتجاهل المواجهة معهم واهجرهم دفعا للمشاكل.

profile/أحمد-النواجحة
أحمد النواجحة
أخصائي نفسي
.
٢٩ أكتوبر ٢٠١٩
قبل ٥ سنوات
تجاهليه أو سامحيه يمكن أن تقابلي الإيذاء والسوء بالعمل الحسن والرفق والاهتمام وهذا قد يعطي نتيجة ايجابية في وقت نسبي ويصبح هذا الشخص من المقربين لديك فإذا لم تستطيعي ذلك عليك حينها تعلم التجاهل وكأن هذا الشخص غير موجود فعلا في حياتك .

profile/أحمد-العبسي
أحمد العبسي
أخصائي نفسي ومرشد تربوي
.
٢٣ أكتوبر ٢٠١٩
قبل ٥ سنوات
إذا لم تستطع تجاهل هذا الإيذاء وهؤلاء الأشخاص من البداية من خلال عدم التعامل معهم فيمكن أن تتعامل معهم من بإحدي الطريقتين إما بالطرق القانونية والتقدم بشكوى رسمية للجهات المختصة وخاصة في حالة التعمد الدائم لهذا الإيذاء والطريقة الثانية التوجه لذويه ومناقشتهم في سلوكياته وهذه الطريقة منتشرة في مجتمعاتنا العربية.
  • ولكن في كافة الأحوال لا تتعاطي معه فقد يكون هدفه ن هذا الإيذاء هو الحصول على إستفزازك وإخراجك عن السواء.