الإيذاء قد يأتي من قريب أو من غيره
أما إن كان من الأقرباء :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي قَرَابَةً : أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي ، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ ؟!!
فَقَالَ : " لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ " رواه مسلم
فقد أوصى النبي الكريم بالحلم على الأقارب طالما تستطيع ذلك والله يعينك عليهم
وهذا الصفح والتسامح خلق نبوي شريف وهنا شرط ألا يكون على حساب حقوق شرعية وأحكام شرعية ، فلا يجوز تضييع حقوق العباد لأجلهم ، فالصفح في حقك الخاص فقط وأنت مخير في ذلك ..
وإن كان من غير الأقرباء :
فأنت مخير في تحصيل فضيلة العفو والحلم والصفح :
قال الله تعالى " إِن تُبْدُواْ خَيْراً أَوْ تُخْفُوهْ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوء فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً " 149 سورة النساء
فمن أحب أن يعفو الله تعالى عنه فيستحب أن يعفو عن المسيئين له
وأما من أراد أن يأخذ حقه فهذا ما شرعه الله تعالى للمظلوم أن ينتصر من الظالم :
قال الله تعالى :" وَٱلَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ ٱلْبَغْىُ هُمْ يَنتَصِرُونَ . وَجَزَاء سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّـٰلِمِينَ " 39و40 سورةالشورى
وقال تعالى ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً " 58 سورة الأحزاب
وقد رغب الشرع الحكيم في العفو والحلم والتصافح والتغاضي :
قال الله تعالى : "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ " 34و35 سورة فصلت
هذا نص عام في رد الإساءة بالإحسان لمن يستطيع
وينال هذا المقام أصحاب المراتب العالية ( نسأل الله تعالى أن يزرقنا إياها )
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" مَن كَظَمَ غيظًا وهو قادرٌ على أن يَنْفِذَه دعاه اللهُ عزَّ وجلَّ على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ حتى يُخَيِّرُه اللهُ مِن الحُورِ ما شاءَ " رواه أبوداود