حدد طبيعة التواصل واجمع المعلومات وحاور الزوجة وضع الحدود، ومن ثم قرر، مهما كان فعل الزوجة سيئ انظر لنفسك هل أنت قادر هنا على إعادة الثقة بها؟، جوابك على هذا السؤال يحدد ماذا تفعل في النهاية.
حدد طبيعة التواصل؛ لا بد أن تكون على علم ومعرفة بطبيعة التواصل الحاصل ما بين الزوجة والآخرين على الفيسبوك هل هو تواصل عادي ويراعى فيه كافة معايير المجتمع، ولا يوجد فيه أي نوع من أنواع خدش الحياة، ولا يتم نتيجة مشاعر عاطفية، وهل يتم مع غرباء أو مع أقارب؟. وهل التواصل فيه أي حديث عن خصوصية الزواج أم أنه عام قد يحدث بشكل مماثل في تجمعات العائلة، تحديد طبيعة هذا التواصل يحدد لك طريقة التفاعل ووضع الحدود مع الزوجة لاحقًا.
أجمع المعلومات؛ جمع المعلومات هنا لا يتعلق بالزوجة فقط وإنما يتعلق بك، بعد أن حددت الطبيعة في التواصل انظر للأسباب التي أظهرت هذا التواصل في حال كان التواصل سلبي، ما يعني أن تجلس مع نفسك وتعي ذاتك وطبيعة علاقتك الزوجية وتنظر لما لك من واجبات ومسؤوليات وتحدد مواضع التقصير فيها، هنا تحديد هذه المعلومات ليس من أجل أن تخبر بها الزوجة أبدًا لكن لتستطيع أن تجد الحل للأمر الحاصل، ولا تقدم هذه الأسباب للزوجة حتى لا تعطيها الحق في الاستمرار في ما تقوم به من سلوك.
حاول الزوجة؛ بعد أن قمت بتحديد العلاقة وجمعت المعلومات لا بد من مواجهة الزوجية وحوارها بطبيعة ما تقوم به من سلوك، هنا لا بد من أن يتوفر في الحوار المعايير معينه لأن الهدف من الحوار إيجاد الحل لا إيجاد الحواجز بينك وبين الزوجة وهذه المعايير هي:
- التمهيد وطرح الأسئلة والابتعاد عن توجيه التهم؛ بدء الحوار بطريقة فيها شيء من الأمن وإعطاء الثقة سبب في أن يكون الحوار سليم فأنت هنا تخلق بيئة آمنة عندما تبدأ في استخدام عبارات مثل: هنالك مشكلة ولا بد من حلها حتى نحافظ على استقرار حياتنا الزوجية، أو هنالك أمر يزعجني أرغب في أن نجد له الحل حتى لا نصل لمرحلة حرجة في حياتنا الزوجية. هذه العبارات هي صمام أمان للحوار وفي حال فقدانها وبدأت بتوجيه التهم للزوجة لن تتمكن من استكمال الحوار ولن تأخذ معلومة صحيحة ومفيدة من الزوجة ولن تصلوا لاتفاق يحل الأمر، ابدأ بطرح الأسئلة من مثل أرغب في معرفة طبيعة المراسلات بينك وبين الرجال على الفيسبوك. ومعرفة الأسباب الشخصية لديك لصدور هذا الفعل, واطرح الأسئلة التي ترغب في معرفة إجاباتها كلها ولا تترك أي أمر مخفي
- الاستماع: لا بد أن تكون مستمع جيد لما تقوله الزوجة لا تقاطعها ولا تشغل فكرك بأمر ما بحيث لا تسمع من حديثها إلا الذي تريد، كن واعي تماما لما تقول حتى تتمكن من محاورتها.
- التقبل وتبادل وجهات النظر: لا تعارض الزوجة في ما تقول خاصة في حال كان التواصل بينها وبين أحد الأقارب فقد يكون السبب في التواصل الاطمئنان على الأهل مثلا مثله مثل التواصل الحقيقي أثناء الزيارات أما في حال كان التواصل مع أشخاص غرباء فهنا استمع لها أولًا ومن ثم بين لها ما لديك من وجهة نظر رافضة لما تقوم به من فعل.
- الابتعاد عن إصدار الأحكام: مهما صدر عن الزوجة من قول أو فعل لا تصدر أي حكم أثناء الحوار حاول أن تسيطر على نفسك قدر الإمكان وبين لها أن سيتم وضع الحدود لتجاوز هذا الأمر.
- استيعاب المشاعر والتعبير عنها: عبر عن مشاعرك وكيف تشعر بسبب هذا السلوك وفي المقابل تقبل لما للزوجة من مشاعر الحديث عن المشاعر والسوء فيها سبب في فهم أكبر للأسباب، مما يعني وضع حدود تؤتي بنتائج مفيدة على الطرفين.
ضع الحدود: وضع الحدود يتضمن منك أن تبين ما هو المقبول وما هو الغير مقبول ضمن العلاقة الزوجية، اجلس أنت والزوجة وليضع كل منكم ما له من تطلعات لحل هذا الأمر، حدد طبيعة التواصل المقبول، ومن هم الأشخاص الذي يمكن أن تتواصل معهم الزوجة حيث إنكم الآن في حياة مشتركة مما يعني أن الاستقلالية التامة التي لا تراعي ما للطرف الآخر من مشاعر أمر غير مقبول، ومن ثم ضع عواقب لعدم الالتزام بالسلوك وهنا يمكن أن تلجأ لما يطلق عليه استراتيجية المصالحة العادلة التي من خلاها يمكن أن تساعد الزوجة على التخلص من تصرفها خاصة إن كان في الحد غير المقبول، وتشمل المصالحة العادلة:
- التعبير عن خيبة الأمل: في حال لم تتوقف الزوجة عن سلوكها عبر لها عن خيبة الأمل لديك وأنها سبب في أن تكسر الثقة ما بينكم مما يعني وجود صراعات ومشكلات وتشديد للمتابعة وفقدان الحرية.
- الابتعاد الجسدي: ابتعد عن الزوجة وتوقف عن أي تفاعل جسدي معها حتى لا تشعر بأن التفاعل الجسدي سبب في لين جانبك وتغاضيك عن الأمر.
- الانفصال المؤقت أو الحقيقي: في حال استمرت الزوجة بما تقوم به من فعل ولم تلتزم بالحدود انفصل عنها بشكل حقيقي وأعطها الوقت الكافي للتفكير في الأمر الذي تقوم به خاصة إن كان بالنسبة لك نوع من أنواع الخيانة، وهنا وضح للزوجة وجهة نظرك بأن الحديث والتواصل مع الرجال ضمن منظومة الزواج ومن غير الأقارب بالنسبة لك سلوك خيانة غير مقبول، والوقت الحالي هو وقت لاتخاذ قرار حقيقي قد يكون صعب ويترتب عليه الانفصال وإنهاء العلاقة، لأنك لن تستطيع العيش على نحو آمن من الناحية النفسية والعقلية مع استمرار هذا السلوك.
ومن الأمور التي تساعد على إعادة الثقة بينك وبين الزوجة أثناء وضع الحدود:
- تنظيم وقت استخدام الفيس بوك من قبل الزوجة.
- كشف الأرقام السرية لحساب الفيسبوك حتى يكون التواصل مكشوف وليس فيه أي نوع من أنواع انتهاك حرمة العلاقة الزوجية.
- إيقاف أي نوع من أنواع التواصل مع أي شخص خارج العائلة أو من أفراد العائلة في حال وجود أسباب مقنعة، وأخذ العهد على النفس بعدم التواصل من قبل الزوجة.
- الاتصاف بالوضوح والصدق والحديث عن أي موقف قد تتعرض له الزوجة خلال استخدام الفيس بوك.
- قدم لها الدعم قدر الإمكان حتى تستطيع أن تعيد لك الثقة وتلتزم هي بالحدود قدر الإمكان.
وفي حل نهائي يمكن مراجعة أحد مراكز الإصلاح الأسرى، لترى الزوجة أهمية وجديه الموضوع بالنسبة لك وأنه أمر لا بد من إيجاد الحل له، وهنا لا بد أن تعلم أن أي مركز من مراكز الإصلاح يتمتع بالسرية، وتعد القرارة الصادرة منه نافذة قانونيًا في حال إخلال أي طرف من الأطراف بالاتفاق الحاصل بينكم.