أعتقد أن كلُ سيغني على ليلاه في هذا السؤال؛ فسيجيب عليه أغلب الشباب والخريجين الجدد بأن على المدير إعطاء فرصة للخريجين الجدد وفتح المجال للأفكار الجديدة في المؤسسة، بينما سيجيب الناس الأكبر في السن قليلاً بأن عليه توظيف ذوي الخبرة...
فأنا عندما كنت خريجة جديدة كنت مع توظيف الخريجين الجدد وبشدة؛ فهم من يضيفون التجدد والأفكار الخلاقة وسيعملون بنشاط أكبر وبروح معنوية عالية أكثر من الموظفين الأكبر سناً، ولكنني ملت أكثر نحو الخبرة عندما كبرت وقاربت على الأربعين من العمر؛ فأصبحت أرى أن الشباب هو فعلاً شباب الروح، وأن توظيفك لموظف بخبرة يختصر عليك الكثير من الوقت والمعاناة.
ربما تشكلت قناعاتي تلك بسبب تجربتي مع بعض الموظفين من الخريجين الجدد الذين لم يكونوا بالكفاءة اللازمة لوظائف قد شغلوها، فقد عملت في مكان مرموق وكان له سمعته الطيبة طوال عمره، ولكنه لم يعد الآن كذلك بسبب توظيفه لعدد كبير من الخريجين الجدد الذين تنقصهم الخبرة اللازمة التي تتيح لهم على الأقل معرفة الأمور التي بإمكانهم تطبيقها على أرض الواقع من غيرها! والمصيبة أن هؤلاء الأشخاص كانوا مسؤولين عن أمور مهمة وحساسة في المؤسسة، وكانوا يديرونها عن طريق التجربة والخطأ... أنا لا أعني أن نحرم أولئك الخريجين من فرصتهم، ولكن علينا أن نوظفهم تحت إشراف شخص ذو خبرة في البداية ليكتسبوا بعض الخبرة التي تمكنهم من النجاح عملياً، فقد يكتسبوا هذه الخبرة بسنة واحدة إن كانوا نشيطين فعلاً ويستحقون الوظيفة.
قبل أيام أخذت صديقة لي ابنها لطبيب عظام لم يكمل عامه الثلاثين لكنه حل مشكلة ابنها، بعد أن كانت قد عرضته على عدد من الأطباء ذوي الخبرة ولم يتمكن أحد من مساعدته... وعندما ذهبت معها للطبيب يوماً للمراجعة تبين لي أنه مثقف جداً وأنه قد خاض في معظم الأمور التي تخدمه كطبيب عظام، وأنه لم يعتمد فقط على شهادته لممارسة هذه المهنة، وخاصة أنه يعلم ان ما نتعلمه في الجامعة يختلف كثيراً عن الواقع.
برأيي أن الإجابة المثالية لهذا السؤال هي أن لكل وظيفة متطلبات معينة يجب على مسؤول الموارد البشرية البحث عنها بغض النظر عن العمر الذي هو مجرد رقم لا أكثر... فهناك خريجين يمتلكون من الصفات ما لا يملكها موظف بخبرة 20 عاماً، كما أن هناك موظف كبير في العمر ولكنه مبدع وعلى علم بكافة المستجدات اللازمة للوظيفة.
26 مشاهدة
