بعيدا عن الناتج والرادع الأخلاقي للهندسة الوراثية والتعديل الجيني لتحسين الصفات ، ستخلق امكانية التعديل الجيني لانتاج افراد خارقين صراعات اجتماعية لدى الافراد .
حيث سيتمكن الافراد القادرين ماديا من تعديل جينات أولادهم لانتاج صفات وراثية مرغوبة لافراد أكثر جمالا وذكاء ومقاومة للأمراض لتخلق فيما بعد تباينا كبيرا بين الصفات الجينية للافراد الذي سيحدث فجوة اجتماعية وحتى سياسية ويؤدي لتدمير الخليقة تدريجيا بسبب التباين البيولوجي الذي سيرافق نظام الطبقات .
وتحدث كافكا عن هذا الموضوع باسهاب حيث أنه يشير ألى أن الأرستقراطيات القديمة حسب المولد أو اللون أو الجنس قد تختفي، لتحلّ مكانها أرستقراطية جينية جديدة بدورها .
وهذا غالبا ما سبحدث فيما لو تفعل نظام كريسبر بشكل فعلي وواسع في العالم ، وهو نوع تسلسلات DNA توجد في بدائيات النوى كالبكتيريا والبكتيريا القديمة، وفيها فواصل مقتطعة من بقايا الحمض النووي للفيروسات التي سبق أن هاجمت الكائن بدائي النواة و الذي قام الإنسان حديثا بدوره بالاستفادة من هذا النظام البكتيري الطبيعي، واستخدامه في التعديل على جينومات الكائنات الحية عن طريق قص أجزاء من حمضها النووي بسهولة، في ما يعرف الآن بتقنية كريسبر-كاس9 التي تستخدم في مجال واسع من التطبيقات كالأبحاث العلمية الحيوية والطبية.
وعليه فانه وبشكل عام لا اظن ان اقتراح التعديل الجيني هو اقتراح ذو جانب مضيئ للبشرية ،ولكن فيما لو اجبرت على اقتراح لتعديل البشرية غالبا سيكون تقليل حجم الانسان بضع سنتمترات وهو ما يعني خفض حاجته للطعام والشراب والتنقل والتخلّص من تأثيره السلبي على البيئة بالاضافة الى تقليل استهلاكه العام للموارد والمنتوجات تبعا لحجمه .