لقد طرحنا هذا السؤال مرة على مستمعينا في إذاعة مزاج إف إم فتعددت إجاباتهم عليه وتنوعت، إلا أن المعظم أجمع تقريباً على أنه سيأخذ الموبايل والشاحن وبعض الملابس ومحفظة النقود. كما كان هناك إجابات أخرى مفاجئة؛ فقال أحدهم أنه سيأخذ مخدته لأنه لا يستطيع النوم بدونها لدرجة أنه يصطحبها لكل مكان ينام فيه خارج المنزل، وقال آخر لم ينسَ ألبوم الصور الذي يذكره بالماضي.
أما عني... فأنا سأحاول أن آخذ معي بعض الأمور المهمة، وكذلك سأخبر أفراد أسرتي بأن يأخذ كل شخص فيهم احتياجته كذلك؛ فسنأخذ مثلاً:
- الأدوية: كدواء الضغط الخاص بوالدتي وأدوية ابن أختي اليومية، كما سأفرغ كل ما في صيدلية الدواء المنزلية في كيس كمسكنات الألم وأدوية الحروق وغيرها؛ فبالتأكيد أن حدث مثل هذا لن يمر علينا ببساطة؛ إذا أنه يحتم علينا خسارة منزلنا وأمور كثيرة تعني لنا ما سيسبب لنا الصداع وبعض المشكلات الصحية.
- محفظتي وبطاقات البنك: لأننا سنحتاج طبعاً لاستئجار مكان جديد، وأن نصرف بعض الأموال للطعام والشراب والأمور الضرورية الأخرى لفترة قد تكون وجيزة وقد تطول كذلك - فنحن لا نضمن الظروف.
- بعض مستلزمات العناية الشخصية: فخروجنا من منزلنا بهذه الطريقة يجعل من الصعب علينا النزول للسوق لشرائها في الفترة الأولى، لذلك سأذهب إلى خزانة العناية الشخصية وأضع كل ما فيها في كيس كمزيلات العرق وليفة الاستحمام وفرشاة الأسنان وشامبو الشعر والمعقمات التي أصبحت جزء مهم جداً من حياتنا هذه الأيام.
-منديل جدتي: فعندما توفيت جدتي أعطتني عمتي منديلها الذي توفت فيه لأحتفظ به للذكرى، لست من الأشخاص الذين يحبون الاحتفاظ بأمور تتعلق بالماضي الحزين لئلا أقلب المواجع، ولكنني سأشعر بالذنب إن لم آخذه معي.
- اللابتوب وشاحنه: فأنا أعمل في أكثر من وظيفة من المنزل ولا أستغني عن اللابتوب عادة، كما أن هذا الظرف سيسبب لنا بالتأكيد خسارة مادية كبيرة وعلي تعويض ما أستطيع من خلال العمل.
- الموبايل والشاحن والسماعات: فلا غنى عن الموبايل في حياتنا اليومية بشكل عام، وفي هذا الوقت بالذات؛ فبالتأكيد سوف أوثق ما سيحصل من دمار - لا سمح الله- وسآخذ للمنطقة بعض الصور عندما ينتهي الهجوم وأستطيع العودة للمكان لأشاهد ما حصل بعيني وبكاميراتي.
- بعض الملابس: فسأفتح حقيبة السفر وأملأ الحيز الذي بقي منها كله بالملابس.
- بعض المستندات المهمة: كالهوية وجواز السفر وبطاقات التأمين والبطاقات البنكية.
أتعرفون بأن هذا السؤال لفت انتباهي لأمر مهم جداً أتجاهله في كثير من الأحيان... وهو ترتيب الاحتياجات بشكل منظقي في المنزل؛ فعلينا تخصيص مكان واحد لكل مستلزمات النظافة، ومكان آخر للأدوية (صيدلية المنزل)، وكذلك تصنيف الملابس في الخزانة بحيث تكون الملابس التي ترتدى في المنزل على جهة والملابس التي ترتدى في الخارج على جهة أخرى، وكذلك وضع التنانير والفساتين على جهة، والبنطلونات على جهة، وهكذا. لنستطيع إيجاد كل ما نحتاجه بسهولة وسرعة في أي وقت.
أعترف أنني لست شخصاً مرتباً إلى هذا الحد، وأن غرفتي غالباً غير مرتبة، ولكنني فعلت هذا مؤخراً في خزانة ابن أختي لأن علي في كثير من الأحيان أن أذهب للخزانة وأتناول منها ملابس له بسرعة البرق لأننا لا نستطيع أن نتركه وحده لوقت طويل، وخاصة إن كان من في المنزل مشغولين ولا يستطيعون البقاء عنده لحين تحضيري للملابس. وعندما رتبت أغراضه قمت بالمعية بترتيب أغراضي بنفس الطريقة. وقد لفت نظري هذا السؤال لأهمية هذه الخطوة، فلو احتجت بالفعل لخمس دقائق لتحضير حقيبة الاحتياجات ومغادرة المنزل لأي سبب من الأسباب ولم تكن احتياجاتي مرتبة بشكل منطقي لانتهت الخمس دقائق وانتهى الهجوم النووي كذلك - في هذا المثال- وأنا لم أنتهي من تحضيرها!