لماذا يهدر بعض النّاس الطعام، في حين أن الملايين يموتون جوعًا؟

نهدر الطعام لأننا لا نعي مدى حجم السوء الذي نقوم به،ولا نعي حجم الكوارث التي قد نلحقها بهذا الكوكب،ولا نعي حجم حاجاتنا الأساسية من الطعام،لا نعي وجود ناس أحق منا بامتلاك ما نملكه من فائض سواء في الطعام أو غيره.

لا تبدأ رحلة هدر الطعام من عندك كمستهلك لكنك مسؤول أيضا،لكن تبدأ رحلة هدر الطعام منذ بدء حصاده في المزارع بسبب الحشرات و القوارض أو بسبب عدم الاعتناء المناسب بالزرع،ثم قد يتعرض للهدر أيضا اثناء عملية نقله،هدر في المصانع أو المطاعم اثناء القيام بتحضيره،ثم هدر من المستهلك نفسه عندما يقوم بشراء أو طلب ما هو فوق حاجته،ليصل الطعام الزائد أو الفاسد الى سلة النفايات و مكبَّات القمامة الى  التي بدورها تدفنها و مع غياب الأكسجين يؤدي الى زيادة نسبة غاز الميثان في الجو،طبعا مع بقاء ملاين الأشخاص حول لا يستطيعون تأمين مؤوناتهم الغذائية و ينتهي بهم الأمر بأن يموتوا من الجوع.

حقيقةً،الأمر مؤلم فهو يعود بالضرر على الجميع لا يوجد هناك أي طرف مستفيد،و لا أرى الحل بإعادة استخدام الفائض أو إعادة ترتيب بقايا الطعام،و إرسالها لمن يحتاجها قد يبدو هذا حلاً لكنه ليس جذرياً،فنحن بحاجة إلى أن نتعلم كيف نتعامل مع الطعام من خلال معرفة معلومات أساسية مثل كيف يفسد الطعام لتجنب ذلك،تعلم طرق التخزين الصحيحة،تحديد أولويات الشراء و شراء ما نحتاجه فقط. كما يمكن استخدام بعض التطبيقات التكنولوجية التي صدرت خصيصا للمشاركة في حل هذا الموضوع مثل تطبيق Fridge Hero و KitchenPal و Grocery Shopping.
هذا في ما يخص المستهلك باعتبار أن نسبة الهدر من قبله تعادل 50% .
أما في يخص الأراضي الزراعية فيتوجب تعيين مزارعين ذوي خبرة في التعامل مع المحاصيل و مسؤولين عن ذلك،إذ يتوجب عليهم معرفة مواعيد الزراعة لكل نوع و الظروف الملائمة له،و موعد حصاده و كيفية حفظه بعد الحصاد، حمايته من الحشرات قدر المستطاع،حتى يتم بيع المحصول،كما يفضل توفير شاحنات مؤهلة لنقل المحصول بشكل يحافظ علىيه كضبط درجة الحرارة. 

و لتعلم دائما لم نكن يوما بحاجة إلى طعام أكثر،انما بحاجة لإدارة ذكية و عادلة في استخدام و توزيع هذا الطعام.

لماذا الشخص لا يقبل يد أبيه ويتمنى ذلك عندما يموت؟ لأنه عندما فقده أحس بقيمته

وبالمقابل لماذا إهدار الطعام؟ لا يشعر بقيمته