إنّ رحلة سمك السالمون واحدة من أغرب الظواهر للكائنات الحيّة، حيث أن سمك السالمون تذهب برحلتها الطويلة والتي تبلغ مسافة 3200 كم ومن دون أن تأكل شيئاً حيث تستمد قواها من إدخارها للطاقة أثناء وجودها في البحر لتعود في النهاية بعد هذه الرحلة إلى المكان التي ولدت فيه قبل سنين (مجرى النهر). لتضع بيوضها هناك وتكون بذلك قد أنهت مهمتها و وضعت بيوضها وتموت بعد وقت قصير.
وبيَّنت البحوث العلمية أن أسماك السالمون خلقت مع نظام إدراك فريد للقيام بهذه الرحلة الغريبة، وكشفت البحوث أيضاً أن هذه الأسماك زوّدت ببوصلات طبيعية لمعرفة الشمال المغناطيسي للإهتداء إلى جهاتها وبسبب ذلك تستطيع أن تحدد الجهات داخل مياه المحيطات بدقة فائقة.
وكشفت البحوث الجارية أن في هذه الأسماك جهاز شمّ ذات حساسية عالية وبيَّنت الدراسات أن سمك السالمون تجد مجرى المياه الذي ولدت فيه عن طريق رائحته (حيث أن لكل ماء جاري على الأرض يتميز بمزيج كيميائي مختلف ورائحة مختلفة).
وتضع أسماك السالمون البيوض في مياه النهر مع وضع أكياس مخصصة لتغذية صغار الأسماك لتنمو وتصبح قادرة على أخذ غذائها بنفسها.
فسبحان الله الذي خلق هذه الأسماك بنظامه الفريد الذي يوجه مسيره بدقة!.