لماذا يميل البشر نحو الأمور التافهة ويجدون فيها المتعة أكثر من الأمور الجدية

2 إجابات
profile/ياسمين-حسن-نمر
ياسمين حسن نمر
مرشدة نفسية وتربوية في الجامعة الاردنية (٢٠١٣-حالياً)
.
١٢ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
البشر دائما ما يبحثون عن الامور البسيطة لجعلهم سعداء فتخليهم عن الامور الجدية والضغوطات التي تواجههم يجعلهم يميلون الى الأمور التافهة للترفيه والتخلص من الضغوطات اليومية والصعوبات التي تواجه البشر من ضغوطات اقتصادية ومشاكل اجتماعية ونفسية وثقافية وسياسية وغيرها العديد وبذلك هناك العديد من التأثير من حيث شحذ الهمم، وتقوية العضلات و إصلاح نظام الجسد، وفي دفع الأمراض الجسمانية والنفسية، وفي توثيق العلاقات والروابط الاجتماعية، وكيف ينظر إليها الإسلام إذا كانت في حد الاعتدال والوسطية بنظرة تحسين وقبول.

بالاضافة الى ذلك ، فهناك العديد من الفوائد من ميل البشر للأمور التافهة بعيدا عن الامور الجدية ، فأن الفكاهة والضحك أمر مهم في حياة الانسان فمن خلال ذلك نتخلص من هموم الحياة ونخفف من اللالام والأشجان والتخلص من الكآبة والعبوس ، فمن كانت فيه دعابة فقد برئ من الكبر  ، فبذلك يعد جانب ترفيهي وقوة نفسية تقي الناس عاطفيا من الأزمات وتمكّنهم من رؤية بريق أمل من خيبات الحياة الكبيرة .

وانا كمختص ارى وحسب عالم النفس  فرويد فأن لدى الانسانة طاقة مكبوتة يجب العمل على التخلص منها حتى لا تصبح عرضة للعديد من المشاكل والاضطرابات النفسية فالضحك والفكاهة يعمل على اطلاق الطاقة النفسية، التي تم تعبئتها بشكل خاطئ أو بتوقعات كاذبة وتفريغها بما هو مقبول ضمن المجتمع وبالتالي تحسين مستوى الصحة النفسية لدى البشر فالابتعاد عن التفكير بجدية قليلا من الوقت يمكن أن يعدل مزاج الفرد ويعمل على التخلص من القلق والتوتر لديه .

المراجع :
المكتبة الالكترونية للجامعة الاردنية / دار المنظومة - الصحة النفسية .

profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
بكالوريوس في طفولة مبكرة (٢٠٠٧-٢٠١١)
.
٠٤ نوفمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
تشير بعض الدراسات إلى ان أدمغة الإنسان تعمل على ترتيب الأولويات عن طريق الإرضاء  السريع على حساب المنافع الطويلة ويعود السبب في ذلك إلى ظاهره تسمى بظاهر "مفعول الإستعجال".

وحين النظر للأمور التافه مقابل الأمور الجديه نرى ان الإنسان سيقبل على الأمور التافهه وإن كانت ذات فائده معدومه فهي تلبي إرضاء سريع له مثل الشعور بالسعادة مثلا , وترك ما هو جدي, فالأمور الجديه تتطلب قدر كبير من التفكير والتركيز والإنتباه على عكس ذلك من الأمور التافهه وهي تحتاج لوقت طويل لتحقيق المنفعه الطويله وإن كانت أيضاً سعادة, فالإنسان بطبيعته يحب كل ما هو سهل وبسيط ويبتعد عن ما هو صعب ويتطلب جهد.

ومن جهة اخرى نرى في يومنا هذا الذي زاد فيه التطور وتغير نمط الحياة وإزدياد المسؤوليه قدر كبير من الضغط النفسي والإجتماعي والإنفعالي, فالتوجه إلى الأمور التافهه قد يعد رد فعل لتفريغ ما يمر به الإنسان من ضغوطات فهذه الأمور لا تتطلب جهد عقلي أو جسدي أو نفسي للتفاعل معها, وغالباً ما يكون أثر هذه الأمور هو إضفاء السعادة, وعند مقارنه هذه الأمور بالأمور الجديه فنحن نواجه جهد (جسدي, عقلي ,نفسي) ووقت كبير لمعالجة وفهم هذه الأمور وبتالي الشعور بالضغط بشكل أو بأخر.

كما قد يكون السبب هو أثر إعلامي, فا لوسائل الإعلام من تلفاز أو شبكات انترنت دور كبير في توجيه الذوق العام, وإحداث التغير على نمط اهتماماتهم, ومخاطبه مشاعر السعاده عند الإنسان أمر سهل جداً وجذاب جداً, فكل ما يعمل على إيجاد شعور سعيد لدى الإنسان هو محبب ومرغوب ومطلوب بعد ذلك.

وأخيراً, لا ننسى وعي الإنسان وهدفه في هذه الحياة والأسس التي نشأ عليها لها دور في ذلك, لا ننكر أن الطبيعه البشريه واحده وأنه مهما عظم هدف الإنسان في الحياة قد يميل في بعض الأحيان لما هو تافه إلا أن ذلك لا يعد نمط حياة, كما هو الأمر في يومنا هذا.