تشير بعض الدراسات إلى ان أدمغة الإنسان تعمل على ترتيب الأولويات عن طريق الإرضاء السريع على حساب المنافع الطويلة ويعود السبب في ذلك إلى ظاهره تسمى بظاهر "مفعول الإستعجال".
وحين النظر للأمور التافه مقابل الأمور الجديه نرى ان الإنسان سيقبل على الأمور التافهه وإن كانت ذات فائده معدومه فهي تلبي إرضاء سريع له مثل الشعور بالسعادة مثلا , وترك ما هو جدي, فالأمور الجديه تتطلب قدر كبير من التفكير والتركيز والإنتباه على عكس ذلك من الأمور التافهه وهي تحتاج لوقت طويل لتحقيق المنفعه الطويله وإن كانت أيضاً سعادة, فالإنسان بطبيعته يحب كل ما هو سهل وبسيط ويبتعد عن ما هو صعب ويتطلب جهد.
ومن جهة اخرى نرى في يومنا هذا الذي زاد فيه التطور وتغير نمط الحياة وإزدياد المسؤوليه قدر كبير من الضغط النفسي والإجتماعي والإنفعالي, فالتوجه إلى الأمور التافهه قد يعد رد فعل لتفريغ ما يمر به الإنسان من ضغوطات فهذه الأمور لا تتطلب جهد عقلي أو جسدي أو نفسي للتفاعل معها, وغالباً ما يكون أثر هذه الأمور هو إضفاء السعادة, وعند مقارنه هذه الأمور بالأمور الجديه فنحن نواجه جهد (جسدي, عقلي ,نفسي) ووقت كبير لمعالجة وفهم هذه الأمور وبتالي الشعور بالضغط بشكل أو بأخر.
كما قد يكون السبب هو أثر إعلامي, فا لوسائل الإعلام من تلفاز أو شبكات انترنت دور كبير في توجيه الذوق العام, وإحداث التغير على نمط اهتماماتهم, ومخاطبه مشاعر السعاده عند الإنسان أمر سهل جداً وجذاب جداً, فكل ما يعمل على إيجاد شعور سعيد لدى الإنسان هو محبب ومرغوب ومطلوب بعد ذلك.
وأخيراً, لا ننسى وعي الإنسان وهدفه في هذه الحياة والأسس التي نشأ عليها لها دور في ذلك, لا ننكر أن الطبيعه البشريه واحده وأنه مهما عظم هدف الإنسان في الحياة قد يميل في بعض الأحيان لما هو تافه إلا أن ذلك لا يعد نمط حياة, كما هو الأمر في يومنا هذا.