لماذا يميل البشر إلى الاعتقاد بأنهم مركز الكون ومحوره؟

1 إجابات
     إن شعورنا بالخجل من مواقف بسيطة كفيل بأن يؤثر علينا تأثيرًا كبيرًا حقًا. حين نشعر بأن الجميع يعلم أو أن كل من حولنا ينظر ألينا. ونبدأ بالتفكير كيف لنا أن نكمل حياتنا هذه، وكيف سيبدو الأمر بعد عدة سنوات، وكيف يفكر بنا الناس، وكيف ينظر لنا الآخرون بعد اليوم. أسئلة عديدة من هذا النوع تشعرنا بأننا وحدنا نقف في مركز الكون والجميع ينظر إلينا نظرات لا ترحم. لكن أتى وقت أن نتوقف عن الشعور بأننا محور هذا الكون، وأن لا أمر يسير بدوننا، وأن الحياة متوقفة على ما تعرضنا لها من مواقف وكيف نقوم بمواجهتها.
 

 
     إن ما يجب أن نوليه أهمية أكبر هو حبنا لأنفسنا، وليس إحراجها مزيدًا من الإحراج حتى تتوقف عن الشعور بالثقة تجاه نفسها أمام الآخرين من الأقارب والأغراب. علينا أن نبدأ بممارسة "مسامحة النفس" وتقبلها بكل بساطة. أما ما هي مسامحة النفس؛ فقد عبر عنها "كريستن نيف" بقوله أنها تحدث عندما يفهم الشخص معاناته، وأن يبدي مشاعر التعاطف تجاه نفسه، وأن يكون متفهمًا ويبتعد ببساطة عن تقييم نفسه والحكم عليها بسبب العيوب التي يحملها كأي شخصٍ آخر. وأنه ببساطة جزء صغير من منظومة عظيمة لا تتوقف على أي فردٍ فيها. 
 

 
     استطاع علم النفس أن يثبت أن معاملة الشخص لذاته معاملة عطوفة من شأنها أن تجعل الفرد يتوقف عن التفكير بأفعاله الخاطئة على أنها أفعال غبية لها تأثير كبير لا يمكن إصلاحة على الكون أجمع. بينما يكون لشدة الفخر بالنفس آثار أكبر، تجعل الفرد يلقي باللوم على الآخرين فيما يخص أخطاءه. وسيكون صعبًا عليه أن يعترف بحجم أخطاءه، ولن يسامح نفسه لأنه لم يأنبها أساسًا. وذلك ليس ما أحدثك عنه هنا، بل إنني أقول لك أن عليك أن تتسامح مع نفسك حيث أنك عندما تذكر أخطاءك تكون على علم كامل بحجمها، إلا أنك في نهاية حديثك مع نفسك ستتذكر أن ذلك ليس أمرًا نادرًا ومدمرًا بل إنه شيء يتكرر طوال الوقت مع الآخرين. وبذلك يضمن لك علم النفس أنك لن تشعر بذات الحجم من الإحراج والحزن كلما تذكرت الموقف، بل على العكس، حيث ستنظر للأمر من منحى آخر تمامًا، وستتمكن ببساطة من مسامحة نفسك. 
 

 
     إن ما يسعى له علم النفس الحديث هو أن يذكرك دائمًا بأنك جزء صغير من منظومة مشتركة هائلة، ومن هنا عليك أن تنظر لنفسك من مكانٍ آخر بعيد، وتبحث عن التشابهات بينك وبين الآخرين، والتي ستجد ببساطة أنها أكثر بكثير من الاختلافات. ستشعر مباشرة أن تعظيمك للأمور وأخذها مأخذ الجدية الكبير لا يمكن أن يكون إلا "سخفًا" في كثير من الأحيان، ستجعلك هذه النظرة الجديدة لنفسك تضحك بلا شك على ما كنت تعتقده سابقًا![1]

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 2 شخص بتأييد الإجابة