لماذا يلقب المسيحيون بالنصارى وما هو اللقب المستخدم في القرآن الكريم

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
الفقه وأصوله
.
٢٠ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
قيل في سبب تسميتهم نصارى سببان:

الأول: نسبة إلى قرية نصرانة وهي القرية التي عاش فيها المسيح عليه السلام من أرض فلسطين، وتعرف الآن بمدينة الناصرة.، فهذه المدينة كانت مهد رسالة عيسى عليه السلام فأطلق على رسالته نصرانية نسبة إلى قريته وعلى أتباعه نصارى.

الثاني: نسبة إلى نصرتهم لعيسى عليه السلام، فهم نصارى بمعنى أنصار لعيسى ومؤيدين له، كما قال تعالى في سورة آل عمران (فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله)، وفي ختام سورة الصف قال تعالى (كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة..).

ولكن هذه النسبة تصدق في الأصل على النصارى الموحدين الذين كانوا على دين عيسى عليه السلام والحق، فهؤلاء أنصار عيسى الحقيقيون الذين صمدوا في وجه اضطهاد اليهود وأذاهم حتى أظهرهم الله عليهم، فعيسى عليه السلام شأنه شأن سائر الرسل رسالته ودينه جاء بالتوحيد ولم يكن فيه تثليث.

أما النصارى الذين حرفوا وبدلوا دين عيسى عليه السلام وأدخلوا فيه التثليث وزعموا أنه ابن الرب وأشركوه مع الله في الألوهية فهؤلاء أعداء لعيسى عليه السلام في الحقيقة لأنهم ليسوا على دينه.

ولكن لما غلب إطلاق لفظ النصارى عليهم شاع فصار علماً على كل من انتسب إلى دين عيسى سواء كان بحق أو بباطل.

والقرآن لم يسم من انتسب إلى دين عيسى عليه السلام إلا "بالنصارى"، ولم يسمهم بالمسيحيين.

لذلك كره بعض العلماء تسميتهم بالمسيحيين وفضل إطلاق لفظ النصارى، لأنه اللقب الذي سماهم به القرآن والسنة، ولأن مصطلح المسيحيين جاء من نسبتهم إلى المسيح عليه السلام، فكأنهم ينتسبون إليه وهو منهم براء لأنهم بدلوا في دينه وحرفوا وغيروا، لذلك لا ينسبون إليه، لأن في ذلك إضفاء شرعية على دينهم وتكريم لهم.

وإن كان بعض العلماء الآخرين في المقابل تسامح في هذا اللفظ والمصطلح فأطلقه على النصارى، لأنه حتى مصطلح نصارى فيه في أصله نسبة إلى نصرتهم إلى عيسى عليه السلام، فاللقب صار علماً لا يقصد معناه اللغوي.

والله أعلم