يمكن القول إن هذا الأمر يعود للأسباب التالية:
عوامل نفسية؛ تشمل هذه العوامل ما يتميز به الزوج من عدوانية, وعدم ضبط للنفس, وقلة تحمل الإحباط, وجود بعض الأمراض العقلية, إن ما يمتلك الزوج من صفات وعوامل نفسية قد يكون السبب في لجوءه لضرب زوجته عندما يواجه مثير معين في البيئة المحيطة بينه وبين زوجته تجعله يصدر سلوك الضرب.
عوامل ثقافية؛ هنالك كثير من الأمور متعلقة بالعامل الثقافي والتي تعطي الذكر الحق بضرب المرأة ومن هذه الأمور شعور الزوج بالمثالية الذكورية والقوة, التنشئة الأسرية التي نمنح الزوج حق ضرب الزوجة من خلال تمرير القيم والمبادئ المتعلقة بهذا الأمر خاصة في حال صدور سلوك من المرأة يدل على الضرر والخطأ.
عوامل مجتمعية؛ قد يكون لشكل الأسرة والتغير الحاصل عليها سبب في ظهور العنف خاصة في الأسر النواة لغياب الأشخاص ذو السن الكبير الذين يمكن أن يوجهوا المشكلات الأسرية ويخففون من أثرها حتى لا تصل للضرب.
عامل الصراع الأسري؛ قد يكون الصراع الأسري سبب لظهور السلوك العدواني لدى الزوج خاصة وإن هذا العامل يؤثر فيه العامل الثقافي والعامل النفسي بشكل كبير ويتضمن هذا العامل مدة الوقت التي يقضيها كلا الزوجين معًا مع وجود الصراع وغياب الحوار, أحقية التأثير بحيث يرى الزوج بأنه هو الأحق في فرض الرأي, تناقضات العمر بين الزوجين ووجود فروقات كبيرة, عدم الالتزام بالأدوار المسنده للزوجه ورؤية الزوج تصير المرأة فيها.
وبما يتعلق بشعور الزوج بعد التصرف العدواني يتوقف هذا الأمر على السبب المحدث للسلوك وعلى الطبيعة الشخصية للزوج, فالزوج الذي يصدر عنه السلوك العدواني المتممثل بضربالزوجةه عن عوامل ثقافية سيشعر بالقوة والقدرة, لما يقوم به من فعل يتوافق مع مبادئه وقيمه المختلفة, أما في حال كان الأمر صادر عن عوامل نفسية فهنا يمكن أن نقول بأن الشعور قد يختلف حسب الحالة فهنالك من سيشعر بتأنيب الضمير والندم وهنالك من سيشعر بالقوة ومنهم قد يكون على خط الحياد دون أن يشعر بالندم أو القوة نتيجة وجود خلل وعدم توازن انفعالي ناتج عن وجود العامل النفسي, أما عندما يصدر السلوك عن أسباب مجتمعية فهنا نقول أن شخصية الزوج تحدد كيفية شعوره بعد السلوك فقد يشعر بالندم او الأسف أو القوة أو الضعف أو قد يشعر بإستحقافية الزوجة لما فعل وبتالي شعوره بالرضا.
ومن وجهة نظر شخصية أرى أن الرجل يلجأ لضرب المرأة للأسباب التالية:
العامل العقائدي؛ هنالك بعد العقائد التي أعطت الزوج الحق في ضرب المرأة, وأرى في هذا المقام أن الضرب المقصود هنا هو القدرة على توضيح الخطأ فكلمة ضرب لغويًا قد تتحمل معاني غير العنف الجسدي مثل الإهمال (إهمال سلوك الزوجة أو الانصراف عنها وتجاهلها تعبيرًا عن عدم الرضا كما يهمل الأباء يعض تصرفات الأبناء للتعبير عن عدم الرضا مثلا), الضغط (وهنا قد يكون الضغط هو أسلوب للتعامل مع المرأة من خلال التوجيه وإن كان بطريقة ضغط لفعل الشيء الصحيح), عرف بواطنها (محاولة ممعرفةبواطن الأمر الذي اأدىللمشكلة والعمل على حلها), اختلج (القدرة على فهم شعور المرأة), ومن هنا يمكن أن يكون الضرب له معنى اأشمل من معنى الأذى الجسدي وبتالي الفهم الواحد للأمر العقدي قد يكون سبب في لجوء بعض الأزواج لضرب زوجاتهم لتحقيق عدالة معينة.
التنشئة الأسرية؛ من أهم الأمور التي تجعل الزوج يلجأ لضرب زوجته ما اكتسبه من مفهوم عن الزواج والتعامل مع المرأة في المجتمع, وما اكتسبه من دور اجتماعي وما يتعلق بالدور الاجتماعي للزوج من فرض السلطة والقوة على الزوجة والتي لا بد أن تظهر الطوعية في كل الجوانب وفي حال عارضت فهي متمردة وبحاجة للضرب (بمفهومه المجتمعي المتعارف عليه) حتى تتأدب وترجع للطريق الصحيح من وجهة نظر الرجل والأسرة والمجتمع والثقافة بشكل عام.
المصدر:
ncjrs.gov/
Wife Beating: Causes, Treatment, and Research Needs