نعم أؤيد و بشدة.
لأن أخذ القرض من البنك يشبه الدوامة التي لا تتوقف, و تبقى في تجدد مستمر يصعب الخلاص منها.
إن الحاجة الملحة للمال هو سبب لجوء الناس للإقتراض, و بما أنها ملحة و ضرورية, يقوم المقترض بالإذعان لشروط البنك في سبيل الحصول على ما يريد, و الكثير من الناس من يقومون بالتوقيع على عقد القرض بدون قراءة بنود العقد أصلاً؛ الأمر الذي يجرد المقترض الحق في مطالبة البنك بالتعديل أو بتقديم شكوى رسمية.
إن الإرتفاع المستمر في أسعار الفوائد هو الكابوس الذي يؤرق كل مقترض؛ فكلما ارتفعت أسعار الفوائد فهذا يعني ارتفاع قيمة القسط المدفوع للبنك, و اذا كانت قيمة القسط تفوق نسبة عبئ الدين ( و عادة ما تكون 50% من الدخل ) يقوم البنك بإعادة جدولة القرض. بمعنى؛ يقوم بزيادة عمر القرض حتى يتناسب من الدخل. الزيادة في عمر القرض تعني زيادة تراكم الفوائد المدفوعة على المبلغ المأخوذ؛ الأمر الذي يزيد قيمة الديون على المقترض. و لك أن تتخيل كمية الأرباح التي يجنيها البنك من مقترضيه كلما زادت أسعار الفوائد و/أو تغير جدول أقساط المقترض. كما أنه في حال التعثر –بمعنى عدم قدرة العميل على الإستمرار في السداد- فمن الممكن أن تتحول المعاملة إلى المحكمة و البت و النظر بمقتضيات الواقعة.
كما أن الإقتراض من البنوك هو التعامل بالربا, و هو حرام شرعاً و كبيرة من الكبائر السبعة, بل أكبر الكبائر و أعظمها ذنبا من الكبائر الأخرى, تخيل عزيزي أن الذنب الوحيد الذي ذكره الله تعالى في القرآن الكريم أن فاعله يحارب الله و رسوله هو الربا. و قال تعالى في القرآن أيضاً أنه يمحق الربا و يربي الصدقات. و هنالك العديد من الآيات الكريمة التي حثت على الإبتعاد عن الربا و الأحاديث النبوية الشريفة الغليظة جداً في هذا الموضوع.
فكيف للإنسان أن يهنئ من مال حصل عليه من محاربة الله و رسوله؟