لماذا يعلّم الأهل الأطفال كلمات غبيّة مثل "انبو" لماذا لا يعلّموهم أنّها ماء مثلًا ببساطة؟

1 إجابات
profile/أريج-عالية-1
أريج عالية
educational consultant في freelance (٢٠١٨-حالياً)
.
١١ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
   اكتشفت أن بعض هذه الكلمات ناتجة عن اختلاطنا مع ثقافات متعددة. فكلمة "انبو" أو "امبو" هي كلمة قبطية قديمة بمعنى اشرب، وكلمة "بح" من اللغة المصرية القديمة تعني انتهى، وكلمة "كُخ" هي كلمة هيروغليفية تعني قذارة. هذه الكلمات العجيبة نعلمها لأطفالنا نتيجة فرضها علينا ممن حولنا، من أهل وكبار سن. لا أدري لماذا نستخدمها والطفل لا يُلقي لها بالًا ساعة تعلمه الكلام. فهو يتعلم بالتقليد والمحاكاة؛ فلو تعلم قول كلمة "ماء" عند الشرب، سيطلب من أهله ماء وليس"انبو"."

    سبب آخر قد يكون رغبتنا بمحاكاة ما يقوله الطفل عند بداية تعلمه. فهو يلتقط من أي مقطع طويل الحرف السهلة. فمثلًا لو طلبت منه قول اسم "رباب" لقال "اب" لأن هذا المقطع سهل اللفظ. هنا يحاول الأهل التسهيل على طفلهم بترديد ما يحكيه، وهذا شيء عجيب، فمن الأولى أن نعلّمه لغتنا لا أن يعلمنا لغته. وأعتقد أيضًا أن لدى البعض شوقًا للطفولة، فتجده يتبادل الحديث مع الأطفال بطريقتهم، ويمارس ذلك حتى مع الكبار؛ إما كنوع من الفكاهة، أو تسوّل بعض المحبة، أو كنوع من الغيرة.

  لا تكمن المشكلة في تحدثنا مع أطفالنا بهذه الطريقة فقط، بل إصرارنا على متابعتها مع نمو الطفل، الأمر الذي قد يؤدي لحدوث التأخر النطقي ومشاكل في التلعثم، وعدم قدرة الطفل على التعبير عما يجول بخاطره. بالإضافة لخلط المفاهيم التي يجب أن يستوعبها في دماغه، حيث يسمع كلمة "ماء" متداولة بين أفراد عائلته ومحرّمة عليه لتكون كلمته "انبو". وللأسف عندما يكبر قليلًا نبدأ بنهيه عن استعمال" لغة الفضائيين" التي قام بتعلمها في مراحله العمرية الأولى، فيبدأ التخبط ما بين الكلمات التي يجب أن يلغيها ويستبدلها، والكلمات التي يجب أن يحتفظ بها.

   نصيحة، لا تخطىء كما أخطأت أنا. ابدأ بتعليم طفلك الكلمات الصحيحة، التي ستلتصق بذاكرته للأبد، وابتعد عن " اللغة الفضائية" المفروضة من كبار السن والأهالي، حتى لا تشوش فكر طفلك. وانتبه جيدًا أن لا ترتكب الخطأ تلو الآخر؛ فتعلمه كلماتٍ عجيبة ثم تنهره عنها. فالبدايات القوية تنبأ بنهاياتٍ عظيمة.

المراجع:

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 3 شخص بتأييد الإجابة