نحتار كثيرًا بتصنيف البطريق وتزداد الحيرة عندما نشاهده في فيلم وثائقي ما وهو يتفنن بالسباحة تحت الماء، فتبدأ رحلة الأسئلة: هل هذا الكائن طائر أم ماذا يمكن أن يكون؟ ما الذي خطر بباله لكي يتأرجح بطرق غريبة على جبال الجليد في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية؟ طائر ولا يطير، من هذا المخادع وما الذي يريده؟ لماذا لا يجرّب الطيران لربّما أصبحت المعادلة صحيحة وأصبحت فكرة كونه من صنف الطيور فكرة منطقية أكثر. تعالوا لنتعرف عليه أكثر ولنرى لماذا يعدّ هذا المخادع الجميل من صنف الطيور!
البطريق هو طير بحري لونه أبيض وأسود، لا يمكنه الطيران، يعيش في القارة القطبية الجنوبية، يغطي جسمه الريش، يضع البيض ولديه منقار جميل يمكّنه من الحصول على غذائه من تحت أعماق البحار، لديه تراث الطيور الوراثي نفسه، شكله انسيابي ويخزّن كميات كبيرة جدًا من الدهون تحت جلده مما يمنحه الدفء ويبقيه على قيد الحياة أثناء رحلة صيد الأسماك تحت أعماق المياه شبه المتجمّدة.
عندما نتعمّق بمميزاته نجد بأن عظام طيور البطريق لا يملؤها الهواء وليست خفيفة أبدًا، فهي ثقيلة ومليئة من الداخل بالنخاع بحيث تشكّل ما يقارب ثلث وزن البطريق بعكس الطيور التي تطير، والتي تمتلك عظام خفيفة جدًا مما يقلل من وزنها ويسهّل عليها طيرانها.