حتى أجيب على هذا السؤال، سألت أمي التي تحفظ القرآن الكريم في عمرها الخمسيني، وكان هذا جوابها: المشاغل تزداد كلما زاد عمر الإنسان، فتشتت له انتباهه وتقلل له تركزيه، ثم إن خلايا الدماغ كأي شيء في جسم الإنسان تضعف وتقل نشاطًا مع تقدم العمر، فلذلك يكون حفظ القرآن الكريم أصعب في الكبر منه في الصغر.
لكن جوابها لم يتوقف هنا، بل استمرت في كلامها وقالت: أن الأمر رغم أنه صعب إلا أنه ليس بأمر مستحيل، فاتباع الطريق الصحيح مع الصبر هو سبيل الحفظ.
وبناءً على تجربتها، فهي ترى أنَّ الحفظ الجيد أهم من الحفظ الكثير، أي: الحفظ المتقن مع الفهم والتطبيق -وإن احتاج الأمر وقتًا إضافيًا-، وليس العدد الكثير والوقت القليل، وهذا يتأتى مع المثابرة، والصبر، والاستمرار، والخطوات التالية:
- أن يكون الحفظ متلازمًا مع المراجعة يوميًا.
- تحديد ورد يومي لا بد من الالتزام به، لكن لا يكون كثيرًا حتى يسهل الالتزام به.
- ثم عند البدء بالحفظ، لا بد أولًا من قراءة الآية الكريمة مرات ومرات عن حاضر أولًا، حتى تطبع صورتها، ومكانها في الصفحة داخل دماغ الحافظ.
- ثم بعد ذلك يكررها مرات ومرات عن ظهر قلب، ولا ينتقل لما بعدها إلا بعد الإتقان.
- أخيرًا بعد أن ينهي الحافظ الصفحة، فليعد قراءتها أولًا عن حاضر، ثم عن ظهر قلب، وليكرر ذلك أكثر من مرة حتى يتأكد من إتقانه للصفحة تمامًا.
- اترك يومًا في الأسبوع لا تحفظ به، واجعله لتثبيت كل ما حفظته خلال الأسبوع.
هذا الأمر يحتاج إلى الاستمرار، والمثابرة، مع الصبر، والتأني، فكما قلنا المهم هو الكيفية (الحفظ الجيد)، لا الكم (الحفظ الكثير).
وإضافة إلى الخطوات السابقة، هاك بعض النصائح الأخرى المفيدة:
- عند حفظ الآية الجديدة، احفظها مع آخر الآية التي تسبقها، حتى ترتبط الآيات كلها مع بعضها، فلا تنهي الصفحة إلا وأنت قد حفظ الآيات كلها مترابطة.
- أيضًا اربط الآيات في ما بينها، بكلماتٍ متشابهة، أو معان متاشبهة، أو ما شابه.
- إن تعسر عليك حفظ آية معينة، فالكتابة قد تساعد، أي: اكتب الآية على ورقة ما فإن هذا قد يساعدك على حفظها.
- قراءة معاني الكلمات القرآنية، والتفسير المبسط للآيات الكريمة وهذا أسمى أهداف الحفظ.
- القراءة في الصلاة؛ فهي وسيلة للتكرار وهذا مدعاة للتثبيت.
- اسمع ما حفظته متى ما أمكنك ذلك.
- الوجود مع الجماعة، ومساعدتكم لبعضكم، او على الأقل وجود شخصٍ يسَّمع لك ما حفظت له دوره في التأكد من جودة حفظك.
159 مشاهدة
