-لأن الفقر ببساطة يشبه الحفرة الضيقة التي يصعب الخروج منها.
-فمن البديهي أن نعرف بأن كسب المال عملية تحتاج للتفكير و التخطيط و التحليل و ما إلى ذلك من عمليات التفكير المنطقي. ببساطة الأمر يحتاج إلى ذكاء معين لكي تصبح غنياً، فهل الفقراء يفتقرون الذكاء اللازم للخروج من تلك الحفرة؟ الجواب سيكون معقداً جداً إذ نظرنا إلى بعض الحقائق.
-هنالك دراسات تثبت بأن هرمونات القلق و التوتر عندما تنشط بالجسم تضعف عمليات الإدراك و صنع القرارات في دماغ الإنسان. فالتوتر في حياة الفقراء هو نمط حياة لديهم، الحاجة الملحة للمال و القلق الناتج حوله كبير جداً لأخذه بعين الإعتبار. أيضاً إنشغال الفقير بتلبية مشاكله و حاجاته الملحة يدل على عدم إمتلاكه للمساحة و القدرة الكافية للتفكير في نواحي الحياة الأخرى.
فمثلاً هنالك دراسة تمت على مجموعة مزارعين، و تضمنت الدراسة إجراء إختبار الذكاء على مجموعة من المزارعين في مواسم كانت الموارد بها محدودة جداً"، و إجراء الإختبار مرة أخرى في مواسم الحصاد الجيدة، ففي مواسم الحصاد الجيدة زادت نسبة صحة إجاباتهم بنسبة 25 بالمئة.
فالفقر عوامله معقدة جداً، أعقد من أن نفترض بأن الفقراء بإمكانهم أن يصبحوا أغنياء إذ تصرفوا كالأغنياء، فنحن في الواقع لا نختار الظروف التي نتواجد بها، و الظروف التي نتواجد بها لها تأثير كبير على حياتنا. و لهذا إذ حالفنا الحظ و وصلنا إلى مواقع السلطة علينا أن نكون متفهمين أكثر للمشكلة و نسعى للتغيير و المساعدة.