لماذا يسمى الزواج بنصف الدين وهل العزوف عنه ترك لنصف الدين

يعتبر الزواج مهم في الشريعة الإسلامية لأن به يتحقق مقصد من مقاصد الشريعة الخمس و هو الحفاظ على النسل.
فالحفاظ على النسل من منظور الدين الإسلامي هو وسيلة لاستقامة الحياة و استمرارها،إذ به تتحقق عمارة الأرض و تنمو و تزدهر، و تحمي حقوقها، و تصون أعراضها و أموالها.
فضياع النسل يعني تناقص النوع الانساني و من ثم فناؤه و انقراضه.
فالنسل المعتبر شرعاً هنا هو الناشىء عن اتصال زوجين بواسطة عقدة النكاح، الذي تبعد الشك في النسب.
و لهذا فالطريق الوحيد لتحقيق هذا المقصد هو الزواج، فهو السبيل الوحيد لامتداد النسل البشري و بقاؤه و دوام استمراره.
و بين الله تعالى هذه السنة الأهلية بقوله: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا".

و لهذا السبب رغّب الاسلام الشباب بالزواج باعتباره الطريق الشرعي الوحيد  لإيجاد النسل و الذرية، فقد حث الشرع على النكاح.

و لكن العزوف عن الزواج ليس بحرام،فالزواج أيضا يختلف حكمه بحسب الانسان و قدرته المادية و البدنية، و مدى احتياجه له،فقد يكون واجباً  أو مستحبًا في أحيان ، و قد يكون مكروهًا في أحيان أخرى.

و لكن تقديريًا الذي يعزف عن الزواج،قد يفوت الكثير من الصالح الدين و الدنيا المترتبة على الزواج.
فالفطرة الانسانية تميل الى تكوين حياة زوجية، تعود بالإثر الطيب على حياة الفرد النفسية و الاجتماعية، فمن سعادة الفرد ذكراً كان أو انثى أن يكون له أسرى فيها الاولاد و البنات، فتستأنس النفس. قال الله تعالى"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَة".