فعلاً يتلذذ بعض المدراء باستغلال مكانهم لإخضاع الموظفين لسيطرتهم دون إنصاف... ربما طللب مني الإجابة على هذا السؤال بالذات لأنني تعرضت قبل سنوات لتجربة عملية سيئة كان سببها مدير متسلط يستغل مكانه لخضع الموظفين لهم وكأنه خدم لديه.
فكان هذا المدير يتصف بالصفات التالية:
- يقلل من احترام الموظفين بتوجيه الإهانات لهم باستمرار حتى أمام بعضهم وأمام الناس.
- كان مكتبه عبارة عن مضافة مفتوحة للتحدث بالسوء عن الآخرين ورمي الأسافين؛ فكان معتاداً على مناداة موظفين معينين واستجوابهم عما يجري في المكان، ليجد هؤلاء الموظفين فرصتهم بـ "سلخ الأسافين" والتقرب منه بهذه الطريقة، وفي النهاية قام برفعهم وتسليمهم إدارة أقسام الشركة وإجبار رؤسائهم على التنحي باستخدام أسلوب "الحركشة" فقلل من رواتبهم بحجة أن الشركة في طريقها للإفلاس، وكان يقلل من احترامهم أمام الموظفين...
- كان يحاسب الموظفين على أخطائهم ويوجه لهم الإنذارات قبل أن يعلمهم طريقة العمل: فالمدير الناجح يوجه كتب الشكر أيضاً للموظفين المتميزين كما يوجه الإنذارات للمقصرين، كما أنه يتأكد من أن موظفيه قادرين على أداء أعمالهم بكفاءة قبل الاعتماد عليهم فيها، ويوجه الانتقاد للموظف بوجهه بدلاً من التشهير به أمام الباقين بدلاً من تعليمه تصويب وضعه.
- كان يستغل مربح الشركة لديكورات وأعمال جديدة وفتح أقسام جديدة والتوسع فيها على الرغم أن الوضع المالي للشركة كان سيء جداً فكان على خلاف دائم مع المدير المالي الذي كان يحذره من التوسع باستمرار دون جدوى، كما أنه كان يزيد مهام الموظفين ويسلمهم أنفسهم مهام الأقسام الجديدة ليشغل الموظف أكثر من موقع في نفس الوقت دون استشارته أو زيادة راتبه أو على الأقل إعفائه من بعض المهام الثانوية حتى يكون لديه متسع من الوقت لأداء مهماته الجديدة تلك. فالمدير الناجح عليه أن يعرف مستوى شركته جيداً ويأخذ الجانب المالي والبشري في عين الاعتبار قبل اتخاذ أي قرار.
- كان شخصاً غير واضح: فالمدير الناجح عليه أن يوزع المهام على الجميع بشكل واضح، فيكون القسم الفني مثلاً مسؤول عن الفنيات وقسم المبيعات مسؤول عن المبيعات وخدمة الزبائن عن خدمة ما بعد البيع وهكذا، لكن في هذه الشركة كان هناك تضارب في أعمال الأقسام، وكانت مهمات الموظفين غير واضحة مما كان يتسبب بمشكلات كبيرة.
- لم يكن يأخذ برأي أحد على الرغم أنه كان يجري الكثير من الاجتماعات لكنه للأسف كان يجريها لإلقاء الأوامر على الموظفين، وإن كان أحد يبدي رأيه لم يكن يأخذ به.
- كان يتصل في أي وقت من اليوم، وحتى في أيام العطل... فالمدير الناجح يحترم أوقات دوام موظفيه ويمنحهم وقتاً للراحة وللفصل بين الحياة الشخصية والعملية.
أما عن الأسباب التي تجعل بعض المدراء يستغلون مكانهم ويتأمرون على الموظفين فهي باختصار أنهم ليسو قادة، فليس كل مدير قائد؛ كما أن هناك مدراء يرفضون فكرة أن يكون أحد موظفيهم أكثر فهماً منهم في أمر معين فتراهم يتأمرون ويخضعون موظفيهم لآرائهم وأفكارهم رغبة منهم لإثبات أنفسهم وأنهم هم الأكفأ حتى لا يخسروا كرسيهم.
كما قد يكون المدير عالماً في مجال عمله إلا أن لديه سمات شخصية تجعله غير مؤهل ليكون مديراً وقائداً ناجحاً كعدم تنظيم الوقت وعدم وجود بعد النظر وافتقار مهارات إدارية معينة كالعمل ضمن فريق والتنظيم والإبداع.
للأسف تسبب هذا المدير بخسارة كبيرة للشركة وتم تصفية عدداً كبيراً من موظفيها وإغلاق عدد من فروعها.