يقال أن الفلوس تغير النفوس لكن الفلوس تكشف حقيقة النفوس وتظهر ما هو مخفي ، فقد تكون النفس ضعيفة بسبب معاناتها مع الفقر ولديها خلل داخلي بالاضافة الى انعدام الثقة بالنفس فتجد هذا الشخص يسرف ويبطر من أجل معالجة الخلل الذي يوجد بشخصيته ويبني حياته على حب الظهور والتكبر والتعالي على الاخرين من اجل تعويض النقص الداخلي الذي لديه ، ومن جانب اخر نرى صنف من الناس سواء قل ماله أو كثر يشكر وتظل اخلاقه عالية ويظهر اصل طيبه بكل الاحوال ، فالنفوس القوية والنقية لا تتكبر ولا تتغير .
فأن المشكلة الرئيسية ليس في المال وانما في شخصية الانسان ، لذلك يجب ان نعرف كيف نتعامل مع الاشخاص الضعيفة والمرضية والتي سرعان ما تتكبر على غيرها عندما تعيش حياة الغنى ومعرفة أن تجاهل هؤلاء الاشخاص هو أنسب حل وعدم اعطائهم قدرا يفوق قدرهم ومعاملتهم بسطحية .
ويجب المعرفة أن الراحة والسعادة لا تأتي مع المال ، فالقناعة بما تملك والرضا بما لديك هو قمة السعادة والراحة ، بعيدا عن الحسد والتطلع الى ممتلكات غيرك ، فقد ترى الاشخاص الذين يعيشون حياة الغنى يعتزون ويفتخرون بماضيهم وببساطة حياتهم وتبقى الناس حافظة للود والوفاء وثابتة على عاداتها وتقاليدها وقيمها ومبادئها ، فالناس معادن منهم كالذهب يزداد بريقا ولمعانا مع الوقت ومنهم معدنهم سيء سرعان ما يصدأ .
المصدر :
الحكمة من تغير حال الإنسان من غنى إلى فقر ومن صحة إلى مرض