لماذا يتمنى الشهيد العودة إلى الدنيا ليقتل مرة بعد مرة

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠١ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
لشهيد هو الوحيد الذي يتمنى أن يعود إلى الدنيا لكي يقاتل في سبيل الله ويستشهد مجددا وذلك لما يرى من فضل الله تعالى وكرامته للشهيد وكرمه عليه ولقرب مكانته من الله تعالى ومكانته في الفردوس الأعلى من الجنة!

- كما أنه عندما يرى الشهيد من فضل الشهادة في الجنة، وما أعدّه الله تعالى من الكرامة للشهداء في سبيله، ويعلم بأن الشهادة في سبيل الله هي غاية أعمال البر، وأفضلها. يتمنى الرجوع ليقاتل مجددا ويقتل

- وقد بين الله تعالى في كتابه الكريم عن فضل الشهادة وأجرها وما يناله الشهيد من الرفعة كما أن السنة النبوية الشريفة قد بينت بأنُ أجر الشهيد عَظيمِ أجد وكَرامتِه كبيرة عند الله تعالى، وقد حثت ورغبت الأحاديث النبوية في الجِهادِ والقِتالِ في سَبيلِ اللهِ تعالى.

- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما مِن أحَدٍ يَدْخُلُ الجَنَّةَ يُحِبُّ أنْ يَرْجِعَ إلى الدُّنْيا، وأنَّ له ما علَى الأرْضِ مِن شيءٍ، غَيْرُ الشَّهِيدِ، فإنَّه يَتَمَنَّى أنْ يَرْجِعَ، فيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، لِما يَرَى مِنَ الكَرامَةِ) متفق عليه.

- وفي رواية أخرى عند مسلم: (ما من نفس تموت، لها عند الله خير، يسرها أنها ترجع إلى الدنيا، ولا أن لها الدنيا وما فيها، إلا الشهيد، فإنه يتمنى أن يرجع، فيقتل في الدنيا لما يرى من فضل الشهادة)

عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤتى بالرجل من أهل الجنة فيقول الله تعالى: يا بن آدم؛ كيف وجدت منزلك؟ فيقول: أي رب؛ خير منزل، فيقول: سل وتمنه، فيقول: ما أسألك وأتمنى أن تردني إلى الدنيا فأقتل في سبيلك عشر مرات لما رأى من فضل الشهادة... الحديث.
-ولمسلم من حديث ابن مسعود رفعه في الشهداء قال: فاطلع عليهم ربك اطلاعه فقال: هل تشتهون شيئا؟ قالوا: نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مجددا. أخرجه النسائي والحاكم

- وعليه فالشهيد يَتمنَّى أنْ يُرجِعَه اللهُ عزَّ وجلَّ إلى الدُّينا، فيُقتَلَ في سَبيلِه مجددا؛ وذلك بسَببِ ما يَراهُ وما يَجِدُه ممَّا يُعطِيه اللهُ للشَّهيدِ مِن النَّعِيمِ، والحَظِّ الَّذي فضَّله اللهُ به على غَيرِه في الآخرةِ؛ فإنَّه بهذا الحظِّ يَطمَعُ في مَزيدِ عَطاءِ اللهِ له؛ وذلك بأنْ يَرجِعَ ويُقتَلَ في سَبيلِه؛ لِيَسْتَزِيدَ مِن كَرامَةِ الله وتَنعِيمِه وفضلِه، بخلافِ غيرِه مِن الصَّالحينَ أصحابِ أعمالِ البِرِّ غيرِ الشَّهادةِ.

- والذي يقتل في سبيل الله يسمى شهيداً لأنَّه حَيٌّ؛ فإنَّ رُوحَه شَهِدَت وحضَرَت دارَ السَّلامِ، وأرواحَ غيرِه إنَّما تَشهَدُها يومَ القيامةِ، وقيل: إنَّ اللهَ تعالَى ومَلائكتَه عليهم السَّلامُ يَشهَدون له بالجنَّةِ، وقيل: لأنَّه شَهِد عندَ خُروجِ رُوحِه ما أعَدَّه اللهُ تعالَى مِن الثَّوابِ والكَرامةِ.

- وللشهيد كرامات وخصال كثيرة كما ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث المقدام بن معْدي كرب رضي الله عنه أنه قال: " إن للشهيد عند الله سبع خصال: يُغفر له في أول دفعة، ويُرى مقعده من الجنة، ويجار من فتنة القبر، ويأمن يوم الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوج ثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه " أخرجه الترمذي 

فلذلك يتمنى الشهيد أن يعود إلى الدنيا مرة ثانية فيقاتل ومن ثم يقتل لأنه يعلم بأن الشهادة هي تقرب إلى الله تعالى ومرضاة له. 

يقول ابن بطال في شرح صحيح البخاري: 

وإنما يتمنى أن يقتل عشر مرات -والله أعلم- لعلمه بأن ذلك مما يرضي الله ويقرب منه؛ لأن من بذل نفسه ودمه في إعزاز دين الله ونصرة دينه ونبيه، فلم تبق غاية وراء ذلك، وليس في أعمال البر ما تبذل فيه النفس غير الجهاد، فلذلك عظم الثواب عليه 

نسأل الله أن يرزقنا منازل الشهداء