لماذا يتجاهلني الناس؟

2 إجابات
profile/مغيداء-التميمي
م.غيداء التميمي
مهندس مدني
.
١٢ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 التجاهل يجعلك تشعر بالارتباك، فلو كنت مجتمعا مع أصدقاءك، أو في العمل مع الزملاء، وكان الاجتماع جيدا، وخرجت منه سعيدا، و بعد انقضاء مدة زمنية معينة  -عندما تتصل لترتب اجتماعا آخر - تتفاجأ بهم، و تكتشف أنهم يتجاهلونك لسبب لا تعلمه، فترتبك.

وقد يتجاهلك شخص تحبه أو عزيز على قلبك، أقرب الناس لك، أو شخص تعرفه منذ زمن طويل. إن الأمر يحصل الأمر معنا، فنسأل أنفسنا، أين أخطأنا؟ ونلوم أنفسنا.

لا بد أن هذا الأمر ترك فيك شعورا سيئا وحيرك ، لكنني أخبرك أنه في بعض الأحيان، لست أنت السبب في تجاهلهم لك، رغم أنه في الكثير من الأحيان الأخرى، يمكن أن تكون قد أسأت التصرف لا شعوريا و بطريقة خاطئة او عن غير قصد، سببت تجاهل الناس لك.
 
السبب الاول للتجاهل :  قد يتجاهلك الأشخاص لأنك شخص متطلب، وتعتمد كثيرا على الآخرين، خاصة إذا كنت تطلب أمورا سخيفة، كأن تطلب من شخص ما علبة المناديل وهي أمامك مباشرة، أو أن تطلب من أحد أن يحضر لك كوبا من الماء وأنت تستطيع جلبه بنفسك، وغيرها من الأمثلة.

إن كثرة الاعتماد على غيرك، سيعطي فكرة سلبية عنك، وسيبدأ الناس بتجنبك لا محالة، لأنها ستشعر بالضيق بوجودك، لعلمهم أنك من الممكن أن تقوم في أي لحظة بطلب أمر سخيف جديد، لذلك نصيحتي لك هي أن تحاول قدر المستطاع أن تعتمد على نفسك، خاصة أمام الشخص الذي يتجاهلك، والذي يهمك أمره فعلا.

السبب الثاني الذي يسبب تجاهل الناس لك هي كثرة السلبية،والمبالغة في التشاؤم، فإذا كانت نظرتك سلبية للحياة، وكنت تستغل جميع الفرص السانحة للشكوى والاعتراض وللتعبير عن نظرتك السوداوية، فإن الناس ستنفر منك، فالشخص المتشائم ليس شخصا يسعد الآخرين بالحديث معه، وطبعا ستحاول تجنبه قدر المستطاع.

بالطبع إن الحياة ليست دائما وردية، ومن المؤكد أننا نحب أن يكون عندنا شخص يستمع لنا لنحدثه بهمومنا، و نشكو له مشاكلنا، لكن علينا دائما أن نوازن الأمور، فإذا كنت قد ارتحت بعد أن أخبرته بأمر يزعجك، حاول بالمقابل أن تقدم له شيئا في المقابل، لأن الشخص الذي يستمع الى مشاكلك، ويقف بجانبك في ضائقتك،لا بد أنه شخص يحبك و يهمه أمرك جدا، لذا حاول أن تتمسك به قدر المستطاع، واحذر من أن تخنقه بسلبيتك.

السبب الثالث لتجاهل الناس لك هو اللطافة الزائدة، فإذا حاولت بطريقة مبالغ فيها، أن تجعل الشخص المقابل لك ان يحبك أو أن يعجب بك، فإت هذا الأمر أوتوماتيكيا سيعكس ضعف شخصيتك، فينفر منك و يتجنبك لأن لا أحد يحب صحبة ضعيف الشخصية.سيشعر الناس انك تحاول جاهدا أن يحبك الآخرين، لذا تعامل على طبيعتك، ومن المؤكد أنك كباقي الناس لديك ميزة جميلة، إن عرفتها و عملت على تنميتها وإظهارها ليحبوك، وفي نفس الوقت، لا تحاول أن ترضي الجميع، فالمثل الشعبي يقول: من يحاول أن يرضي الجميع، يخسر الجميع.

السبب الرابع من أسباب تجاهل الناس لك، هي أنك شخص هزلي،و أسلوبك تهكمي، ولا تأخذ الأمور على محمل الجد. فإذا كانت ردة فعلك على جميع المواضيع التي يحدثوك عنها الناس، مزحا وضحكا واستهزاء من قبلك على الموضوع أو على الشخص المقابل، فإن هذا الامر سيعطي انطباعا سيئا جدا عنك، وبالتالي يتجنبك الناس ولا يحبون التواصل معك، لعلمهم أنك تستهزئ بهم، و بأفكارهم، وكما يقال : إذا لم تأخذ الامور بجدية، لن يأخذك أحد بجدية.

السبب الخامس هو الأنانية، أي أنك في علاقتك مع الآخرين لا يهمك إلا نفسك، ولا تعطي شيئا في المقابل، فإذا كنت في أي نوع من العلاقات، سواء مع صديقك، أو شريك حياتك، أو غيرها، و تجد نفسك في هذه العلاقة تعطي الكثير وبدون أي مقابل، وبدون أي تقدير شفوي أو مادي، فمن المؤكد أن شعورك سيء تجاه تلك العلاقة، لأنك تقدم كل شيء ولا تأخذ شيئا بالمقابل، و ستضع حدا، وستتجنب و تتجاهل هذا الشخص قدر المستطاع لعدم تقديره ولأنانيته.

لنجاح اي علاقة يجب أن يتوفر فيها شرط المبادلة، أي أن طرفي العلاقة يأخذان و يعطيان. لأن العلاقة المتطلبة أو العلاقة من طرف واحد هي علاقة مرهقة جدا.
أقصد هنا أنه إذا كنت أنت من الأشخاص الذين يتطلبون كثيرا أو كنت من الأشخاص الذين لا يتحدثون إلا عن أنفسهم، فإن هذا الشيء يعكس سلبا على الشخص الآخر، ويعطيع انطباعا بأنك لا يهمك الا نفسك. لذا، كن شخصا إيجابيا، لأنك تحتاج الآخرين لتكوين العلاقات بمختلف صورها.

السبب السادس هو أنك فيلسوف، فإذا كنت من الأشخاص الذين يملكون إجابة لأي موضوع، و تتظاهر بفهم كل شيء، فإن هذا الامر لا يجعل الناس تراك على أنك شخصية عظيمة، بل على العكس، هو أمر ممكن أن يكون مزعجا للشخص المقابل، لأنك بهذه الطريقة، تقوم لا اراديا، بإشعار الناس أنك أعلى منهم في المستوى، وأنهم أدنى منك.
كثير من الأحيان الشخص المقابل يأتيك للتحدث معك بغرض التنفيس، أي الفضفضة، فإذا كان يتحدث معك، لا تقاطعه ولا تلومه، ولا تعطه حلولا ولا نصائح، ولا تعترض على ما يقوله، فهو في تلك اللحظة، ليس بحاجة هذا النوع من المساعدة. كل ما أراده منك، هو أن تسمعه فقط، فمعظم الناس يفكرون بطريقة أفضل عندما يتحدثون عن مشاكلهم بصوت مسموع.لذا أتركه يتكلم، ولا تقطع له حبل أفكاره، واتركه ليجد حلوله في سياق الحديث معك، وكن مستمعا جيدا، و أضمن لك أنهم لن يتجاهلوك مرة أخرى، وسيشكروك لأنك ساعدتهم حتى لو لم توجه لهم أية نصيحة.

السبب السابع هو كثرة الكذب، فأي علاقة بين طرفين، تكون بداية مبنية على الثقة، وطالما وجدت الثقة، تستمر العلاقة بالتطور، والعكس صحيح، فإذا اكتشف الشخص المقابل أنك مخادع أو تكذب كثيرا -ولو حتى كانت الكذبة بيضاء- لتتجنب أمورا معينة، فإنه حينها، سيحاول تجنبك قدر المستطاع، إذا لا تكذب.

السبب الثامن هو المفاخرة والغرور، حيث أن الكثيرين يميلون للتحدث عن إنجازاتهم وممتلكاتهم دون أن ينتبهوا أن الشخص المقابل يزعجه هذا الموضوع، أو يجعله يشعر بأنه أصغر منه، أو أقل شأنا.ليس خطأ أن تتحدث عن نفسك من فترة الى أخرى، لكن لا تجعلها عادة، وإلا ستجد نفسك وحيدا ولن تجد من يستمع لك و لإنجازاتك. 
 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 4 شخص بتأييد الإجابة
عندما يتبادر إلى ذهنك هذا الشعور فأنت تعطيهم فوق ما يستحقونه، تجاهلهم، وسوف يسألون عنك.

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة