إذا ما طرحت هذا السؤال على أي طالبٍ على مقاعد الدراسة، أو شخصٍ في الشارع العام، سيوجه أصابع الاتهام بالطبع نحونا، نعم نحن البشر! لكنني أتساءل: أحقًا نحن فقط من قمنا بهذه الظاهرة؟ حسنًا! هل كان لنا اليد في انقراض الديناصورات؟ هل نحن سبب اختفاء بعض الأنواع بسبب ضعف جيناتها؟ بالطبع لا.
لا أنكر بأن لنا مساهمة كبيرة في تهديد التنوع البيولوجي الحيوي للكائنات الحية من خلال الصيد الجائر والتلوث الصناعي وتوسع عمليات البناء، لكن هناك أسباب أخرى تساهم وبشكل فعّال في تهديد بعض الأنواع من الحيوانات وحياتها، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود ثلاث فئات من هذه الحيوانات (المعرضة للخطر، والمعرضة للانقراض، والمعرضة للانقراض بشكل خطير) حيث تستند تعريفات الفئات الثلاث المهددة على خمسة معايير: معدل انخفاض عدد السكان ، والنطاق الجغرافي ، وحجم السكان ، والقيود السكانية ، واحتمال الانقراض. كما أن لها مؤشرات مختلفة لتلك المعايير. مع تناقص عدد الأنواع ونطاقها ، تصبح الأنواع أكثر تهديدًا.
من أسباب تعرض الحيوانات للتهديد بالانقراض ما يأتي:
* الضعف الجيني أو الوراثي:
إذا كان التنوع الجيني لفصيلة أو نوع ما منخفض، فلن تتمكن من التطور ومواجهة التحديات والتغيرات البيئية المختلفة. فمثلًا الكوالا لديها تنوع جيني منخفض. لذلك تظهر ضعفَا نحو العديد من الظواهر كالاحتباس الحراري، والتعدي على مواطنها، والأمراض المختلفة مثل فيروس الكوالا وبكتيريا الكلاميديا. كما أن فصيلة فهود لديها تنوع جيني منخفض، فيصعب عليها مواجهة العديد من المعوقات في بيئاتها مثل الصيد الجائر وفقدان الموطن، والأمراض المتنوعة وخاصة بوجود طفرات جينية لديهم.
* انخفاض معدل المواليد:
قد يكون هذا طبيعيًا عند بعض السلالات التي تنجب عددًا قليلًا من النسل، مولود أو مولودان على الأكثر في كل عملية تكاثر. أما البعض الآخر، فيحتاج مواليدها لعددٍ من السنين لتنضج جنسيًّا، مما قد يقلل فرصها في التكاثر. بشكل عام، الثدييات الأكبر حجمًا لها عمر أطول ومعدلات ولادة أقل . فمثلًا تلد أنثى الباندا مرة واحدة فقط في السنة ، في الربيع لفترة قصيرة فقط من يومين إلى أربعة أيام في المتوسط - وهي المرة الوحيدة التي تستطيع فيها الحمل، لذلك قد يكون حيوان الباندا مهددٍا بالانقراض عند تعرضه للصيد الجائر أو فقد الموطن. تعاني الثدييات الكبيرة من الوفيات التي يسببها الإنسان، ويستغرق الأمر وقتًا أطول حتى تتعافى أنواعها. وخير مثال على ذلك هو الثدييات البحرية التي تقلصت أعدادها بسبب عمليات الاستكشاف التجاري، والصيد الجائر.
* فقدان الموطن أو الموائل:
هذا السبب من أصعب وأكبر أسباب الانخفاض والتدهور الحاد في عدد الأنواع الحيوانية أو حتى النباتية. وقد يكون سبب هذا الفقدان طبيعيًّا من انفجار البراكين، أو التصحر أو الفيضانات، أو الحرائق الطبيعية أو الزلازل، أو الأعاصير. لكن السبب الأشد وطئةً هو من صنع الإنسان في عمليات إزالة الغابات والانتشار الزراعي واستخراج المياه والتعدين والهجرة البشرية. مما أدى إما لإتلاف تلك المواطن نهائيًا، أو اللجوء إلى مواطن لا تناسب تلك الأنواع، أو العيش في موطن جزئي لا يوفر الخصائص التي يوفرها الموطن الأصليّ.
* ندرة بعض الأنواع بشكل طبيعي:
بعض الأنواع خُلقت لتكون نادرة، فلا تجدها إلا في بيئات أو مواطن متخصصة. أي أن أعدادها محدودة. فقط تجد بعضًا من الأفراد من النوع الموجود أصلاً. فإذا حدثت تغيرات في بيئاتها سواء بشكل طبيعي أو بشري، فمن المرجح أن تصبح مهددة بالانقراض. ومثال على ذلك؛ نمر سومطرة النادر الذي تتابع عليه الصيادون، حتى أصبح مهددًا بالانقراض. كما أن تعداد حيوان إيلي بيكا لا يتجاوز الألف - وهو حيوان ثديي صغير يعيش في سلسلة جبال نائية في الصين- قد تناقص مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة نسبة التلوث، مما اضطرها للتوجه إلى قمم الجبال.
* المرض:
بعض الأمراض تشكل خطرًا على كل من الإنسان والحيوان، فمثلًا قتل فيروس الإيبولا 5000 من الغوريلا الغربية المهددة بشدة بالانقراض بين عامي 2002 و 2003 في محمية لوسي ومئات أخرى من الغوريلا في حديقة أودزالا كوكوا الوطنية في عامي. 2003-2004 . كما انتشر نوع من الفطريات القاتلة من أوروبا ، مما أسفر عن مقتل 6 ملايين خفافيش ودفع العديد من الأنواع إلى حافة الانقراض.
يمكنك الاطلاع على المزيد من الأسباب من خلال الروابط التالية: