يعود ذلك لأسباب عدة وهي:
لجوء الأشخاص
لإعادة خلق شخصياتهم بما يتوافق مع تصوراتهم ورغباتهم وميولهم التي لايمكن تحقيقها بشكل كامل على ارض الواقع فهذه الشاشة الصغيره قد تمنح الأشخاص رؤيه وتصور جديد لأنفسهم ومنازلهم ووظائفهم المختلفة, مما ينتج عنه اختلاف الواقع عن العالم الإفتراضي الذي يعيش فيه الشخص خلف شبكه الإنترنت, فهو يبرز ما يريد ويخفي ما يريد.
العالم الإلكتروني الإفتراضي
مكان لنتناقل فيه كل ما هو ايجابي؛ نتيجه ما يتم طرحه من قبل الأشخاص على مواقع التواصل المختلفة ونتيجه الخصوصيه الإجتماعية التي تفرضها معايير التفاعل البشري قد نرى الإختلاف بين الواقع والعالم الإفتراضي, فالأشخاص على السوشل ميديا سيحاولون نشر أجمل الصور وأفضل الأخبار بما يتعلق بهم, وبتالي نحن نرى جانب واحد فقط من جوانب الحياه ونبني تصورات على هذا الجانب فقط وبتالي حدوث الصدمه عند مقارنه تصوراتنا بالواقع لأنها لا تتسق إلا مع جانب واحد بشكل غير كافي لجعل أحكامنها صادقه.
وجود عوامل نفسيه؛ قد يلجأ بعض الأشخاص للتفاعل مع الأخرين وبناء العلاقات مع الأخرين للشعور ببعض العوامل النفسيه مثل الشعور بالوحده والإنطوائية, فتكون العلاقات الإلكترونيه جيده وتسير بشكل صحيح لكن عند التعامل المباشر تكون المشاعر السلبيه الناتجه عن العوامل النفسيه سبب لملاحظة الإختلاف, فقد يكون بعض الأشخاص منفتحين من وراء الشاشه أما في الواقع قد يتملكهم الخجل والرغبه بعدم التفاعل المباشر وتظهر السمه الإنطوائية لديهم لشعورهم بأنهم تحت ضغط حقيقي وواقعي, أما العلاقة الإلكترونيه لا تترك اثر ضغط على الأشخاص فالشخص هو المتحكم الأساسي فيها.
النمذجة؛ قد يكون السبب في هذا الختلاف أن السلوكيات والأراء والمبادئ والقيم التي يتم نشرها عبر مواقع السوشل ميديا المختلفة تكون ناتجه عن تقليد أو نمذجه معينه بما يحقق للشخص الشعور بالتوازن والأمن إلا أنها لا تعبر عنه بشكل حقيقي فهو لا يستخدمها في حياته اليوميه العاديه إلا أن شعور الشخص بالأمن الناتج عن تفاعل الأخرين مع هذه الصوره المتخيله يجعله يظهرها بإستمرار وان خالفت ما يمتلك فعلًا من توجهات, مما يجعلنا نلاحظ الإختلافات على ارض الواقع لاحقًا, ويلجأ لمثل هذه السلوكيات من لديه ضعف الثقه بالنفس وعدم القدره على التعامل مع الواقع من حوله وفرض مبادئه وقيمه.
فقدان الإحساس بالحياة الواقعيه والذات الحقيقية والأولويات الحقيقية؛ أن التعامل مع الحياه الإفتراضيه على أنها واقعيه وإهمال الحياة الواقعيه الفعليه يجعل الأشخاص يطورو تصورات وتوجهات تجعلهم مختلفين عند التفاعل معهم بشكل مباشر, لحدوث خلل بين الواقع والإفتراض وفقدان المهارات والقيم الحقيقية التي يحتاجها الشخص في الحياة الواقعية.
ومن وجهو نظر شخصيه أرى أن السبب في هذا الأمر أن التعامل مع الأخرين عبر وسائل السوشل ميديا فيه نسبه أقل من الخوف للحكم على أفعالنا أو حركاتنا أو طريقة كلامنا وبالتالي قد نتصرف بشكل اكثر راحة مع الأخرين. إلا أنه في حال التعامل المباشر قد نتأثر بكثير من الأمور منها ردود الأفعال نبره الصوت على ما قد يصدر منا والإيماءات المختلفه كل هذه الأمور قد تحكم التصرف والتفاعل وبالتالي يحدث الإختلاف ما بين الواقع والعالم الإفتراضي, وقد يكون السبب الرغبه في إظهار أمور لا يمكن اظهاراها على الواقع تختلف مع توجهات المجتمع أو الأسره فتكون وسائل السوشل ميديا منفذًا للتعبير عما لا نستطيع التعبير عنه على أرض الواقع مما يجعل هذا التصرف مختلف وموضوع ملاحظه من قبل الأخرين.
المصدر:
buffer.com/
psychology of social media