لماذا لم يحرق سيدنا سليمان كتب السحر بدلاً من وضعها تحت عرشه؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٨ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
سيدنا سليمان لم يضع السحر تحت عرشه، ولكن عندما مات سليمان عمدت الشياطين إلى أنواع من الشرك فكتبوها ووضعوها تحت كرسيه، وقالوا: كان سليمان يسخر الجن بهذا، فصار هذا فتنة لمن صدق بذلك، وصاروا فريقين أو طائفتين:

الفرقة الأولى: علمت أن هذا من الشرك والسحر، وأنه لا يجوز، فطعنت في سليمان؛ كما فعل ذلك كثير من أهل الكتاب اليهود والنصارى.

والفرقة الثانية قالت: سليمان نبي، وإذا كان قد سخر الجن بهذا، دل على أن هذا جائز. فصاروا يقولون ويكتبون من الأقوال التي فيها الشرك والتعزيم والأقسام بالشرك والشياطين - ما تحبه الشياطين وتختاره، ويساعدونهم لأجل ذلك على بعض مطالب الإنس، إما إخبارا بأمور غائبة يخلطون فيها كذبا كثيرا، وإما تصرفا في بعض الناس، كما يقتل الرجل أو يمرض بالسحر، أو تسرق الشياطين له بعض الأموال، ونحو ذلك مما فيه إعانة الشياطين للإنس على أمور تريدها الإنس، لأجل مطاوعة الإنس وموافقتهم للشياطين على ما تريده الشياطين من الكفر والفسوق والعصيان. 

-فالله تعالى قد نزه سليمان من كذب هؤلاء، وهؤلاء الذين جعلوه يسخر الشياطين بنوع من الشرك والسحر؛ هؤلاء جرحوه، وهؤلاء زعموا أنهم يتبعونه، فقال سبحانه تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) سورة البقرة (102)

- جاء في تفسير الإمام الطبري أن الشياطين كانت في عهد نبي الله سليمان تصعد إلى السماء، فتقعد منها مقاعد للسمع، فيستمعون من كلام الملائكة فيما يكون في الأرض من موت أو غيث أو أمر، فيأتون الكهنة فيخبرونهم، فتحدث الكهنة الناس فيجدونه كما قالوا. حتى إذا أمنتهم الكهنة كذبوا لهم، فأدخلوا فيه غيره فزادوا مع كل كلمة سبعين كلمة. فاكتتب الناس ذلك الحديث في الكتب وفشا في بني إسرائيل أن الجن تعلم الغيب. فبعث سليمان في الناس، فجمع تلك الكتب فجعلها في صندوق، ثم دفنها تحت كرسيه، ولم يكن أحد من الشياطين يستطيع أن يدنو من الكرسي إلا احترق، وقال: " لا أسمع أحدا يذكر أن الشياطين تعلم الغيب إلا ضربت عنقه ". فلما مات سليمان، وذهبت العلماء الذين كانوا يعرفون أمر سليمان، وخلف لاحقا خلف، تمثل الشيطان في صورة إنسان، ثم أتى نفرا من بني إسرائيل، فقال: هل أدلكم على كنز لا تأكلونه أبدا؟ قالوا: نعم. قال: فاحفروا تحت الكرسي وذهب معهم فأراهم المكان. فقام ناحية، فقالوا له: فادن! قال: لا ولكني هاهنا في أيديكم، فإن لم تجدوه فاقتلوني. فحفروا فوجدوا تلك الكتب، فلما أخرجوها قال الشيطان: إن سليمان إنما كان يضبط الإنس والشياطين والطير بهذا السحر. ثم طار فذهب. وفشا في الناس أن سليمان كان ساحرا واتخذت بنو إسرائيل تلك الكتب. فلما جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم خاصموه بها، فذلك حين يقول: {وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر}.

- وعليه: فينبغي الله تعالى سليمان عليه السلام قد سخّر الله تعالى له الجن والشياطين يأمرهم فيطيعونه، ولم يضع كتب السحر تحت عرشه، إنما الذي وضعها بعد موته هم الشياطين، وقالوا إن سليمان كان يتعامل مع الجن ويحكمهم من خلال هذه الكتب، وهذا افتراء وكذب على نبي الله تعالى سليمان، الذي لم يكن بحاجة أصلاً إلى أن يتعلم من الجن لأنه كان حاكماً عليهم.
 
- وأن منهج أهل السنة والجماعة هو أن الأنبياء معصومين، وأن الواجب على المؤمن أن يعتقد كفر من كفره الله تعالى، كاليهود والنصارى، وكمن سب نبيًا من أنبياء الله تعالى، أو اتهمهم بالسحر والجنون والكذب. 

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة