لماذا لا يرتدي المسلمين ملابس مخيطة عند أداء مناسك الحج؟

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خذوا عني مناسككم و مما ثبت عن رسول الله في شعيرة الحج و العمرة هو عدم لبس الشياب المخيطة أو التي تغلق على الجسم في الإحرام و لأن العبادات توقيفية وجب علينا حينها الإمتثال لهدي رسول الله كما أن هذا النوع من الملابس فيه نوع من التبسط و التذلل لله تعالى ليتناسب مع موقف الحج 

قال عليه الصلاة والسلام:" خذوا عني مناسككم".
والمناسك هنا كل ما يتعلق بالاداء العملي للعبادات.

وكان الناس في الجاهلية يطوفون عريانين حول البيت حتى جاء الاسلام وأمرهم بالستر فجعل إحرام المرأة بلباسها كله ولباس الرجل بالإزار والرداء كي لا يكون في لباسه محيطا او ما يحيط حول الجسم او اعضائه او لا يكون مخيطا أي ما خيط كي يحيط حول الجسم وأعضائه.

وسبب ذلك ان بلباس غير المحيط او المخيط يظهر التذلل لله تعالى وان بلباس المخيط يظهر التنعم فكان لباس الاحرام للرجل غير محيطا كي يظهر انه بعيد عن التنعم طاعة لله تعالى.

بدايةً لأنّها شريعة الله جل جلاله ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، لكنّ العلماء قد اشتقّوا من هذا الشرع حكماً كثيرة ، كان منها أن يستذكر الإنسان مَوته وكَفنه ، وأن يطهّر نفسه بالتواضع واللبس الزهيد ، وأن يخلّص نفسه من الكبرياء والتعظّم

لا شك هنالك حكمة في عدم ارتداء الملابس المخيطة أثناء أداء مناسك الحج وهي تذكرة الإنسان بالكفن الأبيض الذي سيرتديه يوما ما حين يحين أجله فالكفن الذي سيغادر به الدنيا أيضا غير مخيط وهذه التذكرة تدفع الحاج إلى الزهد في الدنيا ونبذها وراء ظهره وعدم التعلق بها وبمتاعها الفاني والإلتفات إلى عبادة ربه جل جلاله وتوجيه قلبه بالكلية نحو حضرته القدسية ويرُدّد من صميم قلبه: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك . فهو يترك الدنيا ويأتى إلى المولى جل وعلا مُلبيا نداءه خفيفا صافيا نقيّاً وهنا الجميع في هيئة واحدة الكل متساوٍ لا فرق بين أبيض  وأسود ولا فقير وغني ولا حاكم ومحكوم الكل سواء وكأنهم في يوم المحشر بين يدي ربهم سبحانه جلَّ سلطانه.