يقول الجاحظ :(لابد للترجمان من أن يكون بيانه في نفس الترجمة، في وزن علمه في نفس المعرفة، وينبغي أن يكون أعلم الناس باللغة المنقولة والمنقول إليها، حتى يكون فيهما سواء وغاية )
وعلى غرار قول الجاحظ يقول الأديب والشاعر د. عز الدين الصغير:
عندما يختار مترجم،بصفة عامّة، مشروع ترجمة مؤلّف، يلتزم قبل كلّ شيء بميثاق معنويّ وأدبيّ مع نفسه، عادة لا يحيد عنه حتّى إنجازه.إذ يحاول بأغرّ قدراته الفكرية والأدبية أن يضمن الرّوح الأدبية الأصليّة أو الرّوح الشّعرية التي يسعى،بصدق قريحته، تفجيرها من أعماق النّص الذي ينقله من لغة أجنبية إلى لغته الأمّ.
و تُنتقص روح العمل الأدبي بعد تعرضه للترجمة بسبب أسباب عدة, أذكر لك بعضاً من آراء الأدباء والشعراء في ماهية بعض هذه الاسباب:
-عدم الاختيار الصحيح للمفردة الصحيحة التي تترجم المفردة التي تقابلها في العمل الأدبي؛ حيث أننا نعلم أن المفردات تؤول إلى أكثر من معنى وكل معنى له مقامه وماهيته.
-حَرفية النقل للعمل الأدبي بطريقة تبدو بدائية لا حِرفية فيها، فيتناول المترجم تجربته بنقل الحرف مقابل الحرف دون مراعاة للمعنى للاستدلال اللفظي والكلمي والجملي ودون مايحمله النص من مقومات الإشارة والتأويل والتضمير والتبطين.
-مما يفقد الادب المترجم قيمته عدم وصول الحالة الانفعالية بشكلها الاصلي فعلى المترجم أن ينقلَ الـمعنى العميق مع الحالة الانفعالية التي مرَّ بها الشاعر، وما تنطوي عليه قصيدتُه من نصٍّ غائب. وهذا يحتاج من الـمترجِمُ أن يقرأَ النصَّ الأصلي عدَّةَ مرَّات، وأن يغوصَ ما بين الكلمات،وأن يبحرَ قليلًا فـي سيرةِ الشاعر وطريقتِه فـي التعبير وثقافته وبيئته التي نشأ فيها.
-أيضاً هناك النحو والصرف وهناك الفروقات بين أنواع الجمل فمثلا لا يمكن ترجمة جملة فعلية عربية إلى جملة انجليزية فعلية اذ لا وجود لجمل فعلية في اللغة الانجليزية. (القصد التي تبدأ بفعل) /الشاعرة خديجة غزيل
إن الحديث في هذه الاسباب يطول وإن كنت مهتماً صديقي القارئ فإليك مقالاً يتحدث بشكل مفصل عن هذه القضية , كما يمكنك القراءة في كتاب الحيوان وكتاب البيان والتبيين للجاحظ ..
https://nososensani.blogspot.com/2019/07/blog-post_465.html