تعدد الرسالات السماوية
الذي تعدد واختلف بين دعوات الأنبياء هي الشرائع (الشرائع تشمل الحلال والحرام وغيرها من التشريعات ) فقد جعل الله عز وجل لكل أمة شريعة تناسبها وتصلح لها في الزمان والمكان .
أما الدين فقد بعث الله عز وجل الأنبياء على دين واحد هو عبادة الله وحده لا شريك له ( التوحيد ) وعبادته والخضوع له ودليل ذلك قوله تعالى : ( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ) (الشورى : 13) .
وحدة الدين في الكتب المقدسة
لم يختلف مضمون الشريعة الاسلامية من زمن آدم عليه السلام إلى زمن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فالمضمون واحد هو الإيمان بوجود الله و وحدانيته وتنزيهه عن كل ما لا يليق به من صفات النقص والإيمان باليوم الآخر والحساب والجنة والنار .
والرسل جميعا جاءت تؤكد هذهه الحقائق وتلتزم بها وتدعوا لها دليل ذلك قوله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) ( الأنبياء :25)
الواضح أن الدين واحد لم يتعدد وأن كلمة الأديان السماوية التي يكررها الناس اليوم إنما هي خاطئة فليس هناك إلا دين سماوي واحد تتابع الأنياء بالدعوة إليه .
اختلاف الشرائع في الكتب المقدسة
اختلف التشريع من العبادات وغيرها في الكتب المقدسة والحكمة في ذلك أن التشريع إنما هو إقامة الأحكام التي يتوخى منها تنظيم حياة المجتمع والفرد نظرا لاختلاف الأمم والأقوام أثر في تطور شرائعهم إذ أن فكرة التشريع من أساسها قائمة على ما تقتضيه مصالح العباد ، مثال :
- شريعة بني اسرائيل في زمن سيدنا موسى عليه السلام كانت شديدة قائمة على أساس العزائم لا الرخص .
- بينما عندما بعث فيهم عيسى عليه السلام بعد مرور الأزمنة جاءهم بشريعة أسهل .