سؤال جميل دفعني للبحث مطولا لأنه أثار فضولي جدا وهذا ما وجدته بعد البحث:
الرأي الذي يقول إن الشياطين غير موجودة في رمضان هو غير صحيح وما ثبت عن النبي عليه السلام أنها تقيد وتسلسل في رمضان وهذا بناء على الحديث الذي ورد في صحيح بخاري ومسلم قال عليه السلام: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وسلسلت الشياطين"، وهنا اختلف العلماء في معنى تصفيد الشياطين بأقول عدة منها:
-قال ابن حجر نقلا عن الحليمي: " يحتمل أن يكون المراد أن الشياطين لا يخلصون من افتتان المسلمين إلى م يخلصون إليه في غيره لاشتغالهم بالصيام الذي فيه قمع الشهوات وقراءة القرآن والذكر ".
ونقل عن غير الحليمي: "المراد بالشياطين أي _المردة _منهم وقوله صفدت: أي شدت بالأصفادوهي الأغلال وبمعنى سلسلة".
-قال عياض: " 1- يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته وأن ذلك كله علامة للملائكة لدخول الشهر وتعظيم حرمته ولمنع الشياطين من أذى المؤمنين.
2- ويحتمل أن يكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو وأن الشياطين يقل إغواءهم فيصيرون كالمصفدين".
وقال إن ما يدعم القول الثاني هو رواية يونس عن بن شهاب بن مسلم فتحت أبواب الرحمة وقال يحتمل أن يكون تصفيدهم بمعنى تعجيزهم عن إغواء المسلمين وتزيين الشهوات لهم ".
كما كان رأي القرطبي عندما سئل هذا السؤال: "أنها إنما تقل عن الصائمين الصوم الذي حوفظ على شروطه وروعيت آدابه أو المصفد بعض الشياطين وهم المردة لا كلهم كما جاء في بعض الروايات والمقصود تقليل الشرور فيه وهذا أمر محسوس فإن وقوع ذلك فيه أقل من غيره إذ لا يلزم تصفيد جميعهم أن لا يقع شر ولا معصية لأن لذلك أسبابا غير الشياطين كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة والشياطين الإنسية".
أما رأي ابن عثيمين رحمه الله في هذه المسألة: "أن المعاصي التي تقع في رمضان لا تنفي ما ثبت من أن الشياطين تصفد في رمضان لأن تصفيدها لا يمنع حركتها لما روي في الحديث التالي ": ويصفد فيه مردة الشياطين لا يخلصوا إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره"رواه الإمام إمام أحمد وضعفه الألباني وليس المراد من أن الشياطين لا تتحرك أبدا بل هي تتحرك وتضل من تضل لكن عملها في رمضان ليس كعملها في غيره".
هذا ما وصلت إليه من أقول العلماء وأتمنى أن تحمل الإجابة الشافية.