إن طموحاتنا الكبيرة التي بدأنا نحملها منذ قمنا بأول رحلة إلى القمر لم نستطع تحقيقها جميعها اليوم. ثم أصبح الكثير منا اليوم يعتقد أن السفر إلى الفضاء ودراسته واكتشافه ما هي إلا مضيعة للوقت ولا أهمية واضحة ستعود علينا بأي شكل. إلا أن هذا بلا شك غير صحيح.
هنالك الكثير من الأمور التي ستجعلك مهتمًا بشكل شخصي بالفضاء واستكشافه. سأذكر بعضًا منها لك.
- عمليات الاستكشاف الفضائية قد تكون مهمة لصحتك. سيبدو ذلك لك غريبًا، إلا أن هذه المعلومة صحيحة كليًا. فقد استطاعت ناسا سابقًا أن تساعد كبار السن فيما يخص هشاشة العظام. إذ قامت باختبار دواء في مكان قليل الجاذبية حيث يخسر رواد الفضاء ما يقارب 1.5% من عظامهم شهريًا في رحلاتهم تلك. وأصبح استخدام هذا الدواء شائع ليحمي كبار السن من هشاشة العظام.
- إن الفضاء يمدنا بالكثير من المواد الخام. وإن كنت لم تسمع بهذا سابقًا؛ فإن عمليات التعدين الفضائية تمدنا بالذهب والفضة والكثير من المعادن الثمينة الأخرى.
ثم إن القمر يحتوي على نسبة عالية من الهيليوم 3. والذي يستخدم في أجهزة الرنين المغناطيسي، وربما وقودًا للمحطات النووية.
- اشباع جوعنا الفطري للاستكشاف. لا يمكن لأي منا أن ينكر ما نحتاجه من علم لإشباع طلبنا عليه. فإن ذلك يحدث من ملايين السني، حيث كان أسلافنا يكتشفون بقاع الأرض جميعها، إلى يومنا هذا الذي وصلنا فيه إلى الفضاء.
- وضع إجابات واضحة لما نحمله من أسئلة. ربما قد تستصعب تخيل الناس سابقًا حينما كانوا يتخوفون باستمرار من غزو أهل الفضاء للارض. فلولا الاستكشافات الفضائية، لما استطعنا أن نقنعهم أننا بأمان من الغزو الفضائي. ولا ننسى أيضًا ان التواصل من الأرض إلى الفضاء باء بالفشل، فكان علينا الخروج إلى هناك والتأكد بالفعل من الأمر.
- إن دراسة الفضاء واستكشافه ملهم للكثير. حيث أننا دائمًا ما نطمح لأن نحصل على أطفال أذكياء ويبحثون عن العلم والتعلم، ويرغبون بأن يكونوا علماءً ومهندسيًن. ولأننا مصرين على حب ذلك، كان علينا أن نوفر لهم بيئة ترحب بالعلم والاستكشاف، وتواضب دائمًا على التوسع في الدراسات أيًا كانت.
- التطور في الاختراعات المهمة. ربما لا تعلم هذا؛ إلا أن الكثير من الاختراعات التي صممت لأجل الدراسات الفضائية، تم اكتشاف أهميتها لاحقًا على سطح الأرض. حتى أن ناسا تملك قسمًا كاملًا لديها يبحث في فوائد جميع الاختراعات المختصة بالفضاء لسطح الأرض.
أحد هذه الاختراعات هي البطانية ذات السطح المعدني، والتي تستخدم من أجل المحافظة على حرارة أجسام عدائي الماراثون والمصابين والضحايا متوازنة، حيث أن هذه البطانية تعكس 80% من حرارة الجسم إلى الجسم مرة أخرى.
ولم يتوقف الأمر هنا، بل إن هنالك المزيد من الأمور المفيدة على المستوى الفردي والعالمي، وكلما بحثت في هذا الموضوع كلما وجدت الكثير حوله، ولعل الكثير منها سوف يدهشك.