لماذا برأيك هناك صراع دائم بين الرجل والمرأة رغم أنهما خُلقا ليكمّلا بعضهما الآخر؟

1 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
قضية للنقاش
.
٢٢ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 تشير الدراسات إلى أن النوع الاجتماعي وما ينتج عنه من دور اجتماعي (الجندر) سبب في حدوث الصراع ما بين الرجل والمرأة على المستوى الفردي والتفاعلي والاجتماعي، حيث تفرض بعض الدراسات وجود نموذج أساسي يتضمن عالم أنثوي منفصل ومختلف اختلاف تام عن العالم الذكوري، ومن وجهة النظر هذه فإن النساء تختلف عن الرجال اختلاف تام بشكل مسبب لوجود الصراع، وفي هذه النموذج تظهر المرأة دور الرعاية والتعاون والسمات السليمة، مما يعني تكون توجهات فكرية لدى الرجل ولدى المرأة عن دور كل من الآخر ووجود أي خلل في هذا الدور يعني نشوء صراع، فوجود أدوار نمطية سبب في وجود قوالب نمطية للأدوار بغض النظر عن العوامل المحيطة، فنجد النساء أكثر حساسية تجاه الأمور من الرجال وتأخذ الأمور من حولها بطريقة شخصية، بينما الرجل يختلف بطريقة تفاعله مع المحيط عن المرأة.

ومن الأمور التي قد تكون سبب في نشوء النزاع ما بين الرجل والمرأة، وجود الفوارق الفردية وعدم المساواة المجتمعية، والتي تؤثر وبشكل كبير على أنماط التفكير والتفاعل وتظهر على شكل صراع بين الجنسين.

وهنالك دراسات تشير إلى أن تفاعل الرجال مع الأمور وعدم القدرة على التعبير عن المشاعر بسبب الدور النوع والدور الاجتماعي سبب في نشوء الصراع، فالمرأة غالبًا قادرة على التعبير عن ما لديها من مشاعر ضعف وحزن ويأس أما الرجل فلا، وهذا الكبت في المشاعر سبب في أن يظهر على شكل خلاف وصراع، وهنا أيضا نجد النساء يتحدث مطولًا عن مشاعرهم وعواطفهم ويشاركن هذه العواطف مع طرف آخر عكس الرجل فهو يتحدث بصورة موجزة دون مشاركة أطراف وفي حال وجد طرف لمشاركته العواطف والمشكلات سيكون نادرًا، وهذا يزيد من نسبة الصراع لعد القدرة على تفريغ المشاعر والشعور بالضغط والتوتر.

كما أن استخدام الوسائل في حل النزعات والأمور لها الأثر على تشكل الصراع ما بين الرجل والمرأة حيث إشارات الدراسات إلى أن المرأة أكثر قدرة على استخدام وسائل مختلفة لحل الخلافات على عكس الرجل إلا أنها أقل اهتمام بالحفاظ على الإيجابية بالعلاقة، وهذا الأمر سبب في تأجج الصراع ما بين الرجل والمرأة فهو سبب في إيجاد الاختلاف بوجهات النظر.
ومن ناحية أخرى وإلى جانب الدور الاجتماعي نجد أن طريقة التفكير لكل من الرجل والمرأة سبب في تشكل الصراع، وذلك عندما يتوقع الرجل أن تفكر المرأة بطريقة تتسق مع ما لديه من فكر وتفكر المرأة بأن الرجل سيتسق بتفكيره مع ما لديها من تفكير.

قد يكون عدم إدراك هوية كل من الرجل والمرأة للآخر وعدم تقبل الاختلافات سبب في الصراع، كثير من الأحيان تقل الصراعات لكنها لا تختفي تمامًا عندما يدرك كل طرف هوية الآخر، ويتقبل ما لديه من اختلاف فكري وقيمي وعقدي، بالإضافة إلى عدم إدراك الهوية قد يكون الإدراك العام سبب في حدوث الصراع والذي يشمل الحصول على المعلومة والتواصل وتبادل وجهات النظر والتفاوض، هذه الأمور المرتبطة في الإدراك سبب في نشوء الصراع في حال عدم امتلاكها.

ومن الناحية البيولوجية تشير الدراسات إلى أن أدمغة الرجل والمرأة لديها مخططات مختلفة إلى حد بعيد, حيث أظهرت الدراسات أن الدوائر التي تربط الدماغ والمواد الكيميائية التي تنقل الرسائل داخل الدماغ تختلف وبشكل كبير بين الرجل والمرأة وهذا يدل على وجود نوعين من الأدمغة البشرية، أدمغة ذكورية وأخرى أنثوية، تأثير بطرق مختلفة على ردود الأفعال نحو الأمور، وهذا الاختلاف سبب في إحداث صراع لوجود اختلاف في التصورات والتوجهات.

الاختلافات في معالجة المعلومات قد يكون سبب في نشوء الصراع، حيث إن المرأة تقوم بمعالجة المعلومات بطريقة أوسع ومختلفة عن طريقة معالجة الرجل، فالرجل قادر على معالجة أمر واحد عند مقارنته بالمرأة يمكن القول بأن تفكير المرأة متشعب أكثر منه مستقيم ويسير في خط واحد، ويمكن هنا أن نقول إن الحرص على التفاصيل مرتبط بطريقة معالجة المعلومات وسبب في أحداث الصراع فالمرأة مدركة للتفاصيل وبشكل كبير والرجل يتمتع بالتفكير الكلي.

وهنالك دراسات تشير إلى وجود اختلاف بإدراك الإشارات العاطفية فالرجل أكثر قدرة على إدراك الإشارات العاطفية أكثر من المرأة وهذا سبب في أن يكون هنالك صراع فيما بينهم وخاصة في العلاقات الحميمة.

اختلاف الأهداف نتيجة اختلاف التوجهات والتصورات سبب في نشوء الصراع وهنا تشير بعض الدراسات إلى أن المرأة قد تكون على قدر من الأهمية لكيفية حل المشكلات دون الاهتمام بحل المشكلة فعلًا فهي مهتمة بالأسلوب والحوار والمناقشة لكن الحل النهائي قد لا يكون بنفس أهمية الوسائل المستخدمة للوصول للحل، والرجل دائمًا يصب كل اهتمامه على الهدف والنتيجة النهائية وهي إيجاد الحل لإثبات ما لديه من كفاءة، هذا النهج في التعامل مع الأمور سبب في تشكل الصراع.

ومن وجهة نظر شخصية أرى أنه وبالإضافة إلى الأسباب السابقة قد يكون سبب الصراع ما بين الرجل والمرأة عائد لبعض السمات الشخصية مثل عدم القدرة على تقبل الاختلاف أو عدم القدرة على إيجاد وسائل تواصل مشتركة لفقدان المهارات الاجتماعية اللازمة، أو عدم القدرة على إدراك وجود فروق فردية ما بين الرجل والمرأة في مختلف المجالات والتي قد يكون السبب فيها تنشئة اجتماعية أو عوامل بيئية ترتبط بالعمل أو الحي أو الانتماء القبلي أو العقدي.

المصدر: