هناك العديد من الأسباب التي تجعل الناس يستخدمون التلميحات في الحديث وهذا ليس بالامر السيء اذا ما تم تطبيقه بالطريقة والمكان الصحيحين، بل يعد مهارة من مهارات إجراء المحادثة فليس الكل قادر على استخدام التلميحات المناسبة بالطريقة التي تجعل ما يريد ايصاله يصل بسهولة، حيث أن بعض الاشخاص عندما يحاولون التلميح الى أمر ما قد ينتهي بهم الامر الى قوله صراحةً وبشكل مباشر لافتقارهم الى هذه القدرة، ولهذا تعد مهارة .
وعودة للأسباب التي تجعل الاشخاص يلجأون الى هذا الاسلوب فهي متعددة وتختلف باختلاف الشخص او الموضوع المطروح او عدد الاشخاص المشمولين بالمحادثة، ومن هذه الاسباب :
1. التحدث في موضوع محرج : قد يضطر الاشخاص احياناً الى خوض محادثات تصنف بأنها محرجة أو غير مريحة مع اطراف آخرين، وفي هذه الحالة يلجأون الى استخدام التلميحات او الكلمات البديلة التي توضح المعنى المراد وبنفس الوقت تجنباً للحرج وذكر الموضوع بشكل صريح إما لحساسية الموضوع أو عدم عمق العلاقة مع الشخص الاخر من باب الادب واللباقة .
2. توجيه الانتقادات : لا أحد يحب ان يخبره الناس كم هو على خطأ أو ان ما يفعله غير مجدي او غير صحيح وما الى ذلك، وفي هذه الحالة قد يلجأ الاشخاص الى التلميح حفاظاً على مشاعر الطرف المقابل وفي نفس الوقت توجيههم الى الصواب، وهذا يذكرني بقصة الحسن والحسين رضي الله عنهم عندما رأوا شخصاً كبيراً لا يحسن الوضوء وأرادوا أن يعلموه لكن بشكل غير مباشر احتراماً له ولفارق السن بينهما، فذهبا إليه وطلبوا منه أن يكون حكماً ليحكم بينهما من منهما يحسن الوضوء أكثر، وعندما انتهوا من وضوئهما علم الرجل أن المغزى المراد كان تعليمه هو ليس إلا ، وهي طريقة لطيفة في تصحيح مسار الاخرين.
3. الحديث في وجود مجموعة : يحب بعض الاشخاص الحفاظ على خصوصية بعض الامر، لكن عندما يتم احراجهم للحديث عنها امام اشخاص كثر لا يعلم منهم الا القليل او وجود اشخاص لا يعلم مدى تقبلهم للحديث او اطلاقهم الاحكام او تربطهم صلة باشخاص مقربين اخرين .... الخ ، كل هذه الاسباب تجعل الشخص حذراً مما يجعله يستخدم التلميحات اما لتغيير الموضوع او الحفاظ على قدر اكبر من الخصوصية .
4. ضعف الشخصية : وهذه لا تعتبر من الايجابيات او من المهارات، نجد بعض الاشخاص الذين يعانون من صعوبة في توكيد الذات وقول ما يريدون مباشرة مما يجعلهم يستخدمون هذا الاسلوب في الحديث حتى لا يتطرقوا الى الموضوع مباشرة ويشعرون أنهم أصبحوا أمام الامر الواقع، وهو يعد من ميكانيزمات الدفاع او الهروب لعدم قدرتهم على المواجهة.
وبما انك مهتم بهذا الموضوع اعتقد ان هذا
السؤال ايضا قد يحمل في طياته الفائدة لك يمكنك الاطلاع عليه بالضغط على كلمة السؤال .
53 مشاهدة
