لماذا الأفلام التي تُبنى على روايات تفشل غالباً؟

1 إجابات
profile/جهاد-عواد
جهاد عواد
بكالوريوس في هندسة برمجيات (٢٠١٦-٢٠٢٠)
.
٢٨ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الأفلام المبنية على روايات تكون في العادة جيدة, وهناك الكثير من الأمثلة على هذا في تاريخ السينما, فهي تصنع تجسيداً قريباً من الرواية يسمح لمحبي الرواية بمشاهدة شخصياتهم المفضلة و أيضاً يفتح المجال للناس البعيدين عن القراءة بمعرفة المزيد عن محتوى الرواية, ولكن هناك الكثير من الأفلام التي فشلت في اقتباس روايات, فهي تخرب الحبكة أو تفشل في تجسيد الشخصيات بسبب إستخدام ممثلين لا يملكون الموهبة, وأحياناً تقوم هذه الأفلام بخلط الشخصيات عن طريق الخطأ.

سأتحدث عن بعض هذه الأفلام التي لم تنجح في تجسيد الروايات, ربما لها فائدة واحد في الواقع, لأنني بعد مشاهدتها قمت بقراءة الرواية المستوحاة منها لأن هذه الأفلام لم تكن كاملة ولم تشبع التجربة رغباتي, وأستطيع التأكيد أن هذه الروايات كانت أفضل بكثير من الأفلام.

The Golden Compass

رواية Philip Pullman التي أصدرت في 1995 والتي سميت بـNorthern Lights هي تحفة فنية تتمحور حول الدين, الفيزياء , الحب , الفلسفة والغوض, والفيلم المقتبس عن هذه الرواية الذي صنع في عام 2007, تمت إعادة التسمية فيه إلى The Golden Compass, ولكن للأسف فقد كان هذا الفيلم مخييباً للآمال, في محاولة لجعل هذا الفيلم مناسباً للأطفال والعائلة أكثر, قام المخرج Chris Weitz بإقتطاع أحداث كثيرة موجودة في  الرواية و تغييرات محورية أيضاً, وكان الناتج الأخير فيلم أطفال ينقصه الحدة و المغامرة الحيوية الموجودة في الكتاب, فطبيعة الشيطان, التراب, و عناصر جوهرية أخرى كثيرة من الرواية يتم تفسيرها في مشاهد قصيرة خلال بداية الفيلم, بينما في الكتاب, فقد دخل على الكاتب في تفاصيل العناصر بكل أريحية مما سهل على المشاهد فهم وتفسير القصة والرمزيات الموجودة, فهذا الفيلم هو جوهرياً فيلم أطفال سطحي ليس فيه تشويق في الحبكة, تم جعله ممتعاً باستخدام حيوانات متكلمة.

A Series of Unfortunate Events

فيلم Lemony Snicket’s هذا يحكي حكاية ثلاثة إخوة مات والدهم في حرق المنزل, و بكونهم يتامى فهم يعيشون مع الكونت Olaf الذي يستخدم الأطفال من أجل الحصول على ثروات آبائهم, سلسلة الكتب التي تتألف من 13 كتاباً كل منها يركز على حدث سيء واحد, حيث تحصل هذه الأحداث السيئة بعد أن يسكن الأطفال مع أقربائهم, وكلها تركز على محاولات الكونت olaf اليائسة للحصول على كفالة الأطفال, هذا الفيلم يضم  Jim Carrey في طاقم التمثيل ويلعب دور الكونت olaf, وهذا الممثل دائماً يضيف لمسة كوميدية لمسة كوميدية في هذا الفيلم الكئيب, ومن المتوقع طبعاً أن حشو 13 كتاب في فيلم مدته ساعة ونصف هي مهمة صعبة, خصوصاً عند الأخذ في عين الاعتبار طابع الكتب الذي طغى عليه الحماس والتشويق, وبينما أحببت أضافات jim carrey الكوميدية إلا أنها لا تتوافق مع تفاصيل الكتب, مع أن الفيلم يوصل فكرته بأن الصغار عادة ما يساء فهمهم ولا يعاملهم الناس بجدية, بشكل عام, هذا الفيلم هو قصة كان موجهاً لجمهور من فئات عمرية شابة ولكن أنتهى به الأمر بالحصول على جمهور أصغر سناً.