لماذا أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل البرص

أوصى النبي بقتل الوزغ - الذي يسميه بعض الناس البرص - لأنها دابة مؤذية ضارة ، وهي في ذلك شأنها شأن سائر الدواب التي أمر النبي عليه الصلاة والسلام بقتلها للضرر الذي قد تدخله وسماها فواسق لأجل هذا الضرر كالكلب العقور والحية والغراب والفأرة .
وقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه سمى الوزغ فويسقة .

 فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِلْوَزَغِ:  فُوَيْسِقٌ  وَلَمْ أَسْمَعْهُ أَمَرَ بِقَتْلِهِ ".( رواه البخاري )

وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمَرَ بِقَتْلِ الْوَزَغِ ، وَسَمَّاهُ فُوَيْسِقًا " ( رواه مسلم ).
فتسميته فوسيقا هو لأجل الضرر والأذى الذي يحدثه .

وقد وردت علة أخرى في بيان الحكمة من قتل الوزغ وهو ما رواه البخاري عن أم شريك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَمَرَ بِقَتْلِ الوَزَغِ، وَقَالَ: كَانَ يَنْفُخُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ " .
وروي عن عائشة رضي الله عنها أنه كان في بيتها رمح موضوع, فسئلت فقالت: نقتل به الوزغ, فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن إبراهيم لما ألقي في النار لم يكن في الأرض دابة إلا أطفأت عنه النار إلا الوزغ فإنها كانت تنفخ عليه, فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلها .( رواح احمد وغيره)

وورد في بعض الآثار الأمر بقتل الوزغ لانه شيطان ، ومعنى كونه شيطانا - لو صح هذا الأثر - أن فيها خلق الشيطنة من الإفساد وإدخال الضرر .

وهذه العلل كلها ترجع إلى علة واحدة في الحقيقة ويجمعها تسمية النبي لها فويسقة ، فهي لضررها وآذاها تحدث ضررا زائدا عن سائر الحشرات بنشرها للسم أو إفساد طعام الناس وشرابهم وبيوتهم سميت فويسقة ، وهذا الفسق ظهر في نفثها ونفخها على النار التي أعدت لحرق إبراهيم لتزيد في إشعالها ، وهذا الفسق يجعلها شبيهة بأخلاق الشياطين .

وقد ورد في فضل قتلها عند مسلم عن  أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  مَنْ قَتَلَ وَزَغَةً فِي أَوَّلِ ضَرْبَةٍ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً، وَمَنْ قَتَلَهَا فِي الضَّرْبَةِ الثَّانِيَةِ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً، لِدُونِ الْأُولَى، وَإِنْ قَتَلَهَا فِي الضَّرْبَةِ الثَّالِثَةِ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَةً، لِدُونِ الثَّانِيَةِ "

والله اعلم