لماذا أوجد الله عز وجل نهر من الخمر في الجنة ولماذا نهى عن شرب الخمر في الدنيا

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٥ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
لأن خمر الدنيا يختلف  كليا عن خمر الجنة. وأوصاف الخمر في الجنة ليس كأوصافه في الدنيا من حيث اللون أو الشكل والطعم والآثار  لقوله تعالى
 (يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ * لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ)  سورة الصافات/ 45-47.
 فهنا يخبرنا الله تعالى بأوصاف خمر الجنة: 
  • تكون بيضاء اللون.
  • لذيذة الشرب والطعم.
  • ليس فيها أذى لمن يشربها (لا فيها غول) أي أن شاربها لا يصاب لا بألم ولا بأي تعب.
  • لا تذهب عقولهم بشربهم للخمر.
  • خمر الآخرة طيب، ليس فيه إسكار ولا مضرة ولا أذى.
أما وصف خمر الدنيا:
  • فيه من الأذى والإسكار للشارب
  • إن خمر الدنيا يذهب العقول ويغتالها ويضر بالأبدان
  • يبعد العبد عن الطاعات ويصده عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة 
  • الوقوع في المشاحنات والبغض بين الناس 
وقد ذكر الله تعالى الخمر  بالقرآن الكريم.

قال تعالى في الحديث عن خمر الدنيا: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ سورة البقرة آية  219

كما ذكره بالقرآن بأن من يشرب الخمر لا ينبغي له أن يقرب الصلاة حتى يكف عن الشرب لأنه يذهب العقل ولا يعلم ما يقول فقال الله تعالى 

 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا)  سورة النساء آية 43
  • وشارب الخمر يدخل في المحرمات واللعن والوقوع في البغضاء والعداوة 
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) سورة المائدة الآيات 90/91/92.

والله عز وجل سيكافئ المؤمنين الذي انصاغوا لأوامره بالجنة التي ذكرها لنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها  لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال أحد  ومن بين النعم التي أنعم الله تعالى على عباده أنهار من عسل ومن لبن ومن خمر 
فسيكون طعم العسل والخمر واللبن يختلف بشكل تام عن أوصافهم بالدنيا 
ولا نستطيع أن نتصور الطعم مهما تخيلنا ومهما سمعنا عنهم 
وقد ذكر الخمر أيضا في الأحاديث النبوية:
  1.  فعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام". رواه البخاري.
  2. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن". رواه  مسلم والبخاري.
  3. وقد  ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: ( مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا، حُرِمَهَا فِي الآخِرَةِ ) رواه البخاري ومسلم  
 
  • قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى:
في هذا الحديث دليل على تحريم الخمر، وعلى أن شربها من الكبائر؛ لأن هذا وعيد شديد يدل على حرمان دخول الجنة؛ لأن الله عز وجل أخبر أن الجنة: فيها أنهار من خمر لذة للشاربين، لا يصدعون عنها ولا ينزفون، والظاهر أن من دخل الجنة، لا بد له من شرب خمرها

فقد حكم الله تعالى على الخمر بأنه رجس وإنه من عمل الشيطان ولم يطلق الله تعالى على كلمة أو لفظ الرجس إلا على الأوثان ولحم الخنزير، وهو يدل على التنفير، والزجر الشديد.
لذلك حرمه الله في الدنيا. والله تعالى أعلم