لماذا أغلب العرب يظنون أن العيش في البلاد الأجنبية أفضل من كل النواحي؟ هل لعقدة النقص علاقة؟

هي بالفعل افضل بنواحي كثيرة.. إذ اردنا التكلم إحصائياً، فمجتمعات العالم الأول يملك افرادها مستويات سعادة اعلى من افراد مجتمعات العالم العربي، إقتصادهم أقوى و الافراد يشعرون بالامان فيها اكثر اتجاه مستقبلهم.. تعليمهم قوي و متنوع، انتاج الأغذية و الأطعمة أفضل.. اغلب مقومات الحياة عندهم افضل، فمن الطبيعي ان يظن الناس بأن حياتهم افضل.

برأيي أن السبب بهذا الاعتقاد يعود لعدة عوامل من ضمنها بلا شك عقدة النقص التي يشعر بها الإنسان العربي.
ولعل أقرب دليل على هذا الأمر ما نشاهده من بعض الأمهات والآباء من تعليم أطفالهم الحديث باللغة الإنجليزية وعدم الاهتمام بلغتهم العربية وبات مألوفا أن نرى طفل لا يتعدى الثانية من عمره لا يتقن نطق إلا بعض الكلمات الإنجليزية فقط.
طبعا عقدة النقص ليست سوى أحد العوامل كما قلت بداية، لكن يوجد العديد من العوامل الأخرى والمنطقية مع الأسف ومنها:

لأن البلاد العربية أكلها الفساد ولا احترام للقوانين ولا وجود لحقوق الإنسان، والشرف والأخلاق مرتبطة فقط في المحور الجنسي لا أكثر. في البلادنا العربية المرتشي والمختلس وناهب أموال الدولة يعتبر بطل!. في الغربة تعب وشقى ولكن أمان وطمأنينة وتسهيلات دراسية وطبية وتاخد حقك بدون واسطة فقط بالقانون. 
للأسف في بلادنا العربية كلما زاد الوعي كلما تيقنت بأنه لا أمل للإصلاح وزادت الرغبة في الهجرة وخاصة في فترات الحروب. 

الكثير من الشباب يسافرون للغرب بحثا عن حياة أفضل وعن فرص عمل . وكثير يحلمون بالسفر إلى البلدان الغربية حيث يتخيلون متعة الحياة المثالية هناك ولكن اذا ما حققوا حلمهم هذا بالعيش في بلدان الغرب يصطدمون بعد مدة بأن الأمر ليس كما كانوا يظنون وأن هنالك مشاق ومصاعب وعقبات لم تكن في الحسبان ولم تخطر على البال. ولا شك أن لعقدة الشعور بالنقص الأثر الأكبر في رغبة العديد من الشباب العرب بالعيش في بلدان الغرب. 
واذا ما حللنا هذه العقدة وغيرنا الوعي الجمعي فإن الأمر سيختلف اختلافا جذريا ولا يعود لحلم الاقامة في البلدان الغربية ذلك الوهج البراق الذي يلمع في عقول ومخيلة شبابنا في العالم العربي.