لماذا أصبح الكبار في العمر يقبلون أكثر على ألعاب الفيديو؟ مع أنها في الماضي كانت محددة أكثر بفئة من هم أصغر عمراً؟

1 إجابات
     بالفعل؛ قديمًا كانت الألعاب بشكلٍ عام وألعاب الفيديو بشكلٍ خاص حكرًا على الأطفال أو المراهقين تقريبًا. أما عن السبب فهو الأفكار السائدة بذلك الوقت، والنظر المجتمعية التي اعتدنا وتربينا على عليها طوال تلك الفترة. 
 

 
     كأي صناعة أخرى، فإن الألعاب تطورت مع الزمن، وأصبح لها سوق كبير خاص بها. ومع تطور التكنولوجيا كان لألعاب الفيديو حصة كبيرة من هذا التطور. ولأن التطورات تلك ما كانت لتتوقف، كان لا بد لها أن تخرج عن النمط المعتاد، وتصبح أكثر متعة وأعلى مستوى، وبهذا حتى وصلت لمستوى البالغين وتمكنت من إرضائهم، وجعلهم يقبلون على هذا النوع من الألعاب بشراهة كالأطفال تمامَا.
 

 
     ثم هنالك أنماط الحياة التي بتنا نعيشها اليوم، ويبدو أنه لا حاجة لأن أذكر التسهيلات التي نملكها والتي وفرت علينا الكثير من الأعباء وأعطتنا أوقات فراغ أكثر بكثير مما كنا نملك سابقًا. فمثلًا لم نعد نأخذ ساعات طويلة على الطريق من منازلنا إلى العمل والعكس، وكذلك لم نعد نحتاج إلى خَبز خبزنا كل صباح، أو الإنشغال بكل الأعمال البسيطة يدويًا. وباكتسابنا لكل أوقات الفراغ الزائدة تلك، أصبحنا نبحث عن المتعة، ونحاول إيجادها بأبسط الأمور.
 

 
     ربما بدأ الأمر بمشاركتنا لأطفالنا ألعابهم، ثم أصبحنا ننافسهم بقوة. ولا شك في أننا أصبحنا نطالب بألعاب تناسب أعمارنا بشكلٍ غير مباشر. وكان من السهل على سوق الألعاب العمل على مستوىً جديد يدر عليهم المزيد من الأرباح، لذا أصبح التنافس في انتاج ألعاب أقوى وأكثر إثارة سببًا زائدًا ومهمًا في جذب البالغين بشكل فعّال جدًا نحو الرغبة في إمضاء أوقات أطول على أجهزة الكمبيوتر والبلايستيشن كأنهم أطفال متفرغين. 
 
 

     على الرغم من أنني حدثتك عن أوقات الفراغ الكثيرة التي أصبحنا نملكها، إلا أنني بالمقابل يتوجب علي أن أذكر بالضغوطات النفسية التي نتعرض لها بشكل كبير، وربما أكثر من السابق بكثير. ربما هذا أحد الأسباب الإضافية التي جعلتنا نلجأ لألعاب الفيديو هذه، حتى نرفه عن أنفسنا، وحتى ننسى للحظات المسؤوليات المتراكمة بشكل هائل على عاتقنا. ومن الأدلة على ما سبق هو انجذاب الرجال بشكل أكبر على ألعاب الفيديو من النساء، واستعدادهم لإمضاء متوسط ساعات أطول بكثير من تلك التي تقضيها النساء. وهناك مواقف عديدة يمكنها أن تثبت هذا، ولا تحتاج للبحث عنها على الإنترنت مثلًا، بل بإمكانك أن تنظر حولك ببساطة، وستجد أن هؤلاء البالغين، نساءًا كانوا أم رجال، ينجذبن لألعاب الفيديو إما لكثرة امتلاكهم لأوقات فراغ وبذلك يملأونها، أو لانشغالاتهم العديدة التي يجاهدون للهروب منها.
 

 
     وأخيرًا لا يمكننا إهمال ذلك الطفل الصغير في داخلنا، فلكل منا لحظات تجعله يشعر أن يفتقد الطفل الذي كان عليه. فنبدأ باللجوء إلى النشاطات التي تعيد إلينا الشعور السابق الذي اشتقنا إليه. ليس شعور الاستمتاع باللعب فقط، إنما المنافسة بين بعضنا أيضًا، والتي تصحبها المتعة والسرور وليس المنافسة التي تكون أسبابها مصالح مادية كما في وظائفنا مثلًا. وبهذا فإن جميع تلك الأسباب استطاعت أن تظهر على السطح، وأن تدفع العالم لأن يسارع بتطوير احتياجات البالغين من هذه الأمور، وأن يزيد من إنتاجها، ويحسنها بشكل يصبح الابتعاد عنها أمرًا ليس بيسير. ورغم استمتاعنا ورغبتنا، إلا أنه لا يمكننا إنكار حالات الإدمان التي أصبحنا نقع فيها. وربما قد سمعت سابقًا عن هكذا حالات، حين يخسر المرء حياته الاجتماعي وعملة وأسرته في سبيل أن يبقى جالسًا يمارس تلك الألعاب، ويعيش في عالمه الافتراضي خلف الشاشات بعدما كانت سابقًا حكرًا فقط على الأطفال. 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 2 شخص بتأييد الإجابة