لماذا أحياناً عندما أكون جاهلة لشيء معين أشعر بالخجل أن أقول أنني لا أعلم وأخجل أن أسأل عن ما ينقصني وكأنه سيقلل مني أو من نظرتهم لي وكأنه شيء سيحرجني رغم أننا لسنا كبار عالعلم والتعلم؟

1 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
الأسرة والمجتمع
.
٢٧ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
جزء من السؤال يحمل الإجابة فغالبًا الخجل المرتبط بعدم القدرة على الاعتراف بوجود نقص معين سببه تدني تقدير واحترام الذات المكتسب من التفاعل الاجتماعي (التعرض للتنمر أو السخرية (كلام الناس) أو الخوف من الوقوع في موقف محرج) والذي يقع ضمن دائرة عدم امتلاك الثقة الكافية بالنفس، وعليه يمكن القول أن عدم امتلاك التواضع الفكري هو السبب في هذه المشكلة.

ومن الضروري معرفته أنه حتى تمتلكي التواضع الفكري وإن كنت على قدر كبير من الذكاء، لا بد من تقدير وتحديد نقاط الضعف الإدراكية لديك، حيث أن العقول غير كاملة وغير دقيقة ولا يمكن التوصل للمعرفة التامة في هذه الحياة (تكوين توجه جديد)، ومن خلال ما طرحتِ من سؤال يتبين أن لديك دافعاً قوياً للتغلب على هذه المشكلة حيث أنك على علم أن التعلم لا يقف عند عمر معين وهو مستمر ما دام الإنسان قادر على العيش.

ومن أهم ما يجب معرفته أيضًا أنك لن تُعاقبي على قول أنا لا أعرف أو لا أمتلك المعلومة، يمكن أن أقدم لك تجربتي الشخصية في مرحلة المراهقة وبداية مرحلة الرشد حيث كنت أشعر بأنه ومن الضعف أن أقول أنني غير عالمة بالأمر وكنت أجادل بطريقة فيها نوع من التحيز والخطأ الكبير (لأسباب تتعلق بالتنشئة الاجتماعية وعدم القدرة على التعامل مع هذه المواقف ولعدم امتلاك المهارات العقلية الكافية)، إلى أن تمكنت من تحقيق وعي حقيقي أن هذا الفعل يهدم ما لدي من تطور ولا يساعدني على أن أكون أنا، فعلى العكس تمامًا هذا الأمر يهدم بنيتي المعرفية ويضيق مداركي، وبدأت بقول لا أعلم ولا أمتلك المعلومة الكافية أثناء الحديث أو التفاعلات الاجتماعية (كان الأمر صعب في البداية لكن سرعان ما تحول لوسيلة قوة)، وفي كل مرة أقول بأنني لا أعلم كنت أقابل هذا الأمر بسلوك بحثي عبر الكتب أو سؤال من لديه المعرفة، ومع الوقت امتلكت الثقة بالنفس التي جعلتني أواجه نفسي قبل الآخرين.

والعوامل المساعدة على علاج الأمر بالنسبة لي كانت، تكوين قناعات ومفاهيم جديدة عن المعرفة والعلم والنفس، بحيث تخلصت من النظرة المجتمعية وأعطيت العلم قيمته الحقيقة والتي هي (العلم أساس للتطور لا أساس للتباهي، وأنا لا أعلم بالقدر الكافي وبحاجة للمزيد ما دمت على قيد الحياة).

والعمل على إعادة تبني عادات تفكير في الحدود المنطقية الناقدة (عملية مراقبة الثقة بالنفس)، وكنصيحة شخصية تخلصي من كلام الناس وأثرة عليك، ونمي قدر من الاستقلالية الفكرية وطوري ما لديك من شخصية واعتزي بنفسك كثيرًا فأنت على أول طريق فهم الذات والنفس وفي طريق التطور والتقدم وامتلاك الثقة الحقيقية. 


  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة