في لغط مُتكرّر يقعون فيه النّاس في اعتقادهم بموضوع تعدّد الزّوجات في الاسلام، أن يُحلّل الإسلام شيئًا ما فهذا لا يعني أنّه فرض، وعندما نقول يجب إلغاء تعدّد الزّوجات لأنّه مضر بالأسرة في هذا العصر فنحن لا نقول لك "لا تُصلّي" نحن نقول "لا تُعدّد".
كأن يُخبرك طبيب الغدد والسكّري "لا تأكل الشوكولاطة" بالرّغم من أنّ الشوكولاطة حلال لكنّها في حالة مريضٍ ما ضارّة، فهذا لا يعني أنّ الطّبيب حرّم ما أحلّ الله، وعند اكتشاف العُلماء ضرر السّكر على الجسم بدأوا يحذّرونك منه وكذلك التّعدّد عندما يثبت لك علماء الاجتماع وأخصّائيّي الأسرة ضرر التّعدّد على الأُسرة اليوم وعلى المرأة فهذا لا يُعيبهم ولا يكون طعنة في إيمانهم حتّى.
أنا لست فقيهة لكنّ جميع الفقهاء يتّفقون على أنّ تعدّد الزوجات حلال، في ذات الوقت يتّفقون على أنّ الطّلاق والخلع حلال ومن حقّ الزّوجة ذلك في حال وجدت في تعدّد الزّوجات خللًا ما أو انتقاصًا في حقّها وهذه رُخصة لها أيضًا، وأنّ تقييد الحلال لتحقيق مصلحة الفرد والمجتمع هو شيء طبيعي وعادي.
رُخص الاسلام ليست فرائض عليك أن تفهم ذلك أوّلًا لسلامة مُعتقدك إذا كنت مؤمن طبعًا.
بقي استفهام واحد؛ لماذا يُعطي الاسلام رخصةً كهذه للرّجل دون المرأة؟
هذا شأنٌ إلهي تمامًا، أنا شخصيًّا غير مُقتنعة بالحجج الواهية التي يُحاول إيصالها المُتديّنين لتبرير رخصة التّعدد للرّجل دون المرأة، لكنّني أؤمن أنّ لله في خلقه شؤون، وهو يعلم عنّا أكثر ممّا نعلم، وأنا لا أفرض معتقدي على أحدٍ طبعًا، وأؤمن بأنّ الله ترك لنا الحلال لنقيّده بما بتناسب مع أُطر حياتنا وما يعود علينا بالنّفع كما ذكرت لك مثال الشوكولاطة.
أنا لا أحب النقاشات الدّينيّة وأدليت فقط بما أعتقد، وسيسعُدني وجود قانون يمنع التعدّد بعد أن أثبت التعدّد أضراره على الحياة الأسريّة اليوم.
254 مشاهدة
