قبول الهدية مستحب دل على ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام وفعله ، ورفضها دون مبرر شرعي يمنع قبولها فيه نوع كراهة وقد جات الأحاديث النبوية في الأمر بالتهادي وقبول الهدية .
قال عليه السلام (تهادوا تحابوا) (رواه البخاري في كتاب الأدب المفرد).
و عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَجِيبُوا الدَّاعِيَ ، وَلَا تَرُدُّوا الْهَدِيَّةَ ، وَلَا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ) (رواه أحمد وصححه الألباني ).
وورد في الحديث عن عائشة رضي الله عنها ان النبي كان يقبل الهدية ويثيب عليها .
أما إذا أردت الهدية وكان هناك داع ومبرر لذلك فيمكن ذلك بطرق منها :
1.بيان سبب رفض الهدية وردها : مثل إذا كان فيها منكر أو محرم أو كان في قبولها ضرر على آخذها .
وقد فعل ذلك النبي عليه الصلاة والسلام عندما أهدى إليه الصعب بن جثامة الليثي رضي الله عنه حماراً وحشيا وهو في الحج محرم ، والقاعدة الشرعية ان المحرم يحرم عليه الصيد ويحرم عليه الأكل من الصيد الذي صيد لأجله ولو كان الصائد حلالاً ،فرد النبي عليه الصلاة والسلام الهدية ،فتغير وجه الصعب ، فلما رأى النبي ما فيه وجهه قال ( إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم ) .
فبين له سبب الرفض وأنه لا لعلة فيه وإنما بسبب ظرف الإحرام .
فيمكن أن تبرر لمنأرد ترفض هديته الحكمة من ذلك وقد يكون ذلك نوعاً من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
2. إذا كان المشكلة في الهدية نفسها فيمكن طلب استبدالها بهدية أخرى.
كما جرى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أهدى إليه أبو جهم ثوباً فيه ألوان وزخرفة فلما صلى فيه نظر إلى أعلامه نظره ،فلما فرغ أمر بإعادة هذا الثوب إلى مهديه أبي جهم واستبداله بثوب آخر من عنده ليس فيه ألوان ولا زخرفة فقال (اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم وأتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها ألهتني آنفاً عن صلاتي ) .
3. إذا كان سبب الرد لأنك لا تريد أن تبقي لصاحب هذه الهدية يداً عليك فيمكنك الإثابة عليها ، يعني تعطيه هدية مقابلة هديته مباشرة كما كان يفعل ذلك رسول الله حيث أهدى له رجل ناقة ، فأثابه عليها وقال له :رضيت ؟ قال : لا ! فأثابه عليها مرة ثانية وثالثة حتى رضي .
والله أعلم