الثأر هو أن يقوم أولياء الدم أي أقارب القتيل بقتل القاتل نفسه أو قتل أحد اقربائه إنتقاماً لمقتل قتيلهم, وتعتبر هذه الظاهره ظاهره قديمة في المجتمعات العربية القبلية فالمجتمع العربي القبلي تكثر فيه هذه الظاهره, وهي عاده من عادات الجاهلية التي كانت منتشره قبل الإسلام واستمرت إلى يومنا هذا, وللثأثر خصائص معينه وهي عدم تقادمه مع الزمن فالثأر موجود ويتم توريثه من الأباء إلى الأبناء, الثأر واجب أخلاقي على من يحمله فمن يتخلف عنه فهو متصف بالعار, لا مجال للصلح في الثأر فهو عادة عصبيه لدى القبائل.
وللثأر الأثر السلبي على المجتمعات وعلى الأفراد فهو يمنع تطور وتقدم المجتمعات وينشر القلق وعدم الأمن بين الناس.
ويمكن أن نقترح بعض الحلول لمثل هذه الظاهرة ونبين ذلك فيما يلي:
- لا بد من تضافر الجهود التوعويه المبذولة من قبل الدولة خاصه في المجتماعات التي يظهر فيها الثأر بشكل كبير, فما تقوم به الدولة من توعيه وبيان أثر واسباب الثأر قد يعمل على تغير المبادئ والقيم فيما يتعلق بمفهوم الثأر لديهم.
- لابد من وجود حملات توعويه تنطلق من أساس ديني تبين أثر وعاقبه هذا التصرف في الدنيا والآخره.
- على الجانب الأمني في الدولة تعزيز دوره وسن القوانين الرادعه لمن يقوم بمثل هذا الفعل.
- على الدولة أن تسن قوانين بما يتعلق بحملة السلاح , فلا يجوز حمل السلاح من قبل الجميع وهنالك شروط معينه لإمتلاكه.
- على مؤسسات التربيه والتعليم تحمّل قدر من هذا الجهد وأن تخصص من مناهجها ما يغير المفاهيم المكتسبه لدى الأطفال عن ظاهرة الثأر, وتنظيم ورشات تعليميه مشتركه بين الأطفال والأهل فيما يخص موضوع الثأر.
أخيراً لا بد أن نعلم أن ظاهرة الثأر لا يمكن أن نعالجها بتوجيه الخطاب والجهود إلى من هم في سن كبير فهي مبادئ وقيم متأصلة لديهم لا يمكن تغيرها, وحتى نأخذ الأثر الأكبر والأنفع للتخلص من مثل هذه الظاهره لابد من أن تتعاظم الجهود مع الأجيال الجديده الناشئه والتي لم تتأصل فيها أي من هذه المفاهيم بعد, فالجهد الأكبر والأعظم للعلاج كعلاج هو مع الجيل الجديد وما سبق ذكره من حلول فهي تساعد بالتقليل من هذه الظاهره لكن لن تعالجها بشكل جذري فالمشكله مشكله مبادئ ومفاهيم وقيم, وبالتالي تحتاج إلى علاج فكري ولا يقوم هذا العلاج بعيداً عن مؤسسات التربيه والتعليم في كل مجتمع وعلى أن تبدأ هذه التوجيهات التوعوية بما يتعلق بمسألة الثأر للأطفال بعمر صغير ومن المراحل الأساسيه, والتي تعتبر مراحل تشكّل أساس المبادئ والقيم والأخلاق لدى الأطفال.