كيف يمكنني حل مشكلة عدم امتلاك الجرأة للحديث مع والداي؟

 

     من أهم الأفكار التي يجب أن تتخلص منها هي تقديس الوالدين وكأنهما كائنين يجب التعامل معهما بحذر شديد وخوف وعبودية، الوالدين هما مثلك بشر، لهما مكانتهما ويجب عليك احترامهما، ورفع الله مكانتهما في الأديان السماوية جميعها. 

     إن مشكلة الخجل من الوالدين أو عدم القدرة على البوح بكل الأفكار لهما مرتبطة نفسيًا في الخوف من العقوبة والحرمان، فالأجدر بك أن تتدرج لهم بأفكارك وأن تخبرهم إياها بصراحة وتطلب منهم أن يصححوا لك ما أخطأت به.

     في المجتمع العربي تسود السلطة الأبوية، والتي نجم عنها قمع شدي للحريات، وهذا ما سبب لديك الخوف الأكبر لتتحدث مع والديكبصراحة ودون حواجز، وتغيير هذا لا يقع على عاتقك فحسب وإنما على والديك، إذ يجب على الآباء أن يكونوا أكثر انفتاحًا مع أبنائهم. 

على فرض أنك تخاف أن تتحدث ولا تمتلك الجرأة في موضوع يتقبله والديك ولكن لديك أسباب نفسيًا أخرى فهنا يتأتي دورك لتحل هذهالعقد وتتجاوز المشكلة وتفهمها، وهذه المشكلة تركز في الخوف من المواجهة. 

     "الخوف من المواجهة هو أمر يعاني منه الكثير من الاشخاص وغالباً ما يكون أصل الكثير من المشاكل في مكان العمل، في العلاقاتالشخصية وفي العلاقات العاطفية. مواجهة شخص ما لا يجب أن يكون مخيف. في الواقع، قد تجدين أن الآخرين يرحبون بمدخلاتكويوافقون على إحداث تغيير إيجابي.

في ما يلي 6 طرق فعالة للتغلب على الخوف من المواجهة والتعبير عن الرأي بطريقة مباشرة.

الشخص الذي يخشى المواجهة ربما لن يغير سلوكه إلا إذا إعتقد أن هذا السلوك يسبب له مشاكل. عادة يفضل هذا الشخص السكوتويرى أنه حل أفضل من المواجهه والخوض في نقاشات. لذلك، من المهم هنا البدء في تدوين نوع المشاكل التي يسببها هذا السلوك. علىسبيل المثال، إهتزاز ثقتكِ بنفسكِ، إزدياد شعوركِ بالإستياء والقلق والتوتر.

بعد تحديد المشاكل التي يجلبها عدم المواجة، يتم تحديد المكاسب التي سيجنيها الشخص في حال المواجهه وهي راحة البال والثقةبالنفس والعلاقات الإنسانية السوية. من المكاسب والمنافع التي ستعود بسبب تغيير هذا السلوك السلبي. كل ما على الشخص فعله هوتذكر تلك المكاسب كلما وُضع في موقف يستدعي المواجهة.

عن طريق تذكر جميع المواقف السابقة والحالية، هنا يقوم الشخص بتدوين كل ما يخطر على باله من إجابات تُخرج ما بصدره. يمكنممارسة تلك الإجابات مع صديق أو قريب لمحاولة فهم ما ينبغي قوله. هذه التقنية سوف تساعد في تطوير مهارات المواجهة والتعبير عنالذات.

سواء كانت مواجهة أو التعبير عن رأي مختلف، يستجيب الناس بطريقة أكثر إنتاجية عندما لا يشعرون بالتهديد. لذلك، تبنيالدبلوماسية في القول هي بالضبط ما يحتاجه الشخص لإيصال أفكاره وآرائه بطريقة لا تؤدي لنشوب أي خلاف بل تعمل على إيجادحلول.

مواجهة شخص ما هي فن أكثر من كونها علم. ما يعمل بشكل جيد في ظرف واحد قد لا يأتي بنفس النتائج في موقف آخر. لكن منخلال الممارسة، سيتمكن الشخص من التعرف على الوقت المناسب للتحدث، وكيفية القيام بذلك، وعلى أفضل الطرق للتعبير عن النفسبفعالية.

أهم نقطة هنا هي أن يعلم الشخص في قرارة نفسه أنه يستحق أن يعبر عما بداخله وأن ما سيقوله له أهمية سواء قام الأشخاص منحوله بقبول حديثه أو إعتراضه. لن تتغلبي على القلق بشأن المواجهة ما لم تقبلي الحقيقة عن نفسك وهي أنك شخص فريد له مواهبيقدمها للعالم ويستحق أن يُسمع."