الاطلاع على غزوات النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفتها بأحداثها وتفاصيلها والعبر منها أمرٌ شريف وعلم مهم ينبغي على كل مسلم الاعتناء به في نفسه أولاً ثم في أهل بيته و أولاده ثانياً .
وكان السلف يقولون :كنا نعلم أبناءنا المغازي كما نعلمهم السورة من القران .
والسبب في ذلك أن المغازي هي تاريخ الأمة وشرفها وفخرها وفي معرفتها معرفة تاريخ هذه الأمة وفخرها وعزتها ، وفيها تربية للنفس وللنشء على الارتباط بتاريخ أمتهم والاعتزاز به ،فالأمة التي لا ماضي ولا تاريخ لها لا حاضر ولا مستقبل لها ، بل هي أمة منبتة مقطوعة لا أصل لها ، وأمتنا بحمد الله تاريخها يمتد مئات السنين ،فإذا ضيعنا تاريخنا خسرنا حاضرنا !
وأساس هذا التاريخ لأمتنا الإسلامية بدأ ببعثة النبي عليه الصلاة والسلام ونزول الوحي عليه ثم بناءه للدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة وجهاده في سبيل إعلاء كلمة الله في الأرض ،وغزوات نبينا كانت هي الأساس في ذلك .
أما كيفية حفظ غزوات النبي ومجرياتها وأحداثها فلا بديل عن كثرة الاطلاع والقراءة وتكرار مثل هذا الاطلاع ومن عدة مصادر ، فما يهتم به مصدر يغفل عنه آخر ، وكل كاتب - خاصة المعاصرين - تجده يعرض التاريخ بحسب مقصده من تأليف الكتاب ، ثم مع هذا الاطلاع احرص على نقل هذه المعرفة لأولادك وتعليمها لهم .
فلو أنك قرأت السيرة النبوية من أكثر من مصدر ، ثم عقدت حلقات لأهل بيتك في ذلك وقرات لهم ما فهمته وعلمته ، فإن ذلك كفيل بحفظ هذه الغزوات ومعرفة مجرياتها .
وهناك بعض المنظومات في السيرة النبوية ولكنها لا تشتمل على تفصيل للأحداث وإنما تفيد في معرفتها من حيث الجملة وترتيب أحداثها .
ومن الكتب المفيدة في باب غزوات النبي عليه الصلاة والسلام وسيرته بشكل عام :
1. السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث ، لمؤلفه علي محمد الصلابي ، وهو كتاب شامل في هذا الباب جمع كثيراً مما ورد في مصادر السيرة النبوية ، وهو يتمتع بغزارة مادته التاريخية وتحليله لهذا الأحداث .
2. الرحيق المختوم ،وهو كتاب اقتصر على ذكر أحداث السيرة دون تحليل أو استنباط عبر ، ويعتبر مختصراً نوعا ما ولكن أسلوبه سهل وطريقته قريبة سلسلة ينفع للعامة .
3. تهذيب سيرة ابن هشام ، عبد السلام هارون .
والله أعلم